قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا كاملة مكتوبة

أ / آية أحمد زقزوق

تعتبر قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا، أحد أهم القصائد المشهورة عند المجاهدين، حيث ذكرت في العديد من المواقف والكتب، فكان من أشهر ذاكريها الحافظ بن كثير في تفسيره، والحافظ بن عساكر في كتابه تاريخ دمشق، وغيرهم الكثير من العلماء والكتاب والمجاهدين في سبيل الله.

قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا كاملة

تعد قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا أحد القصائد التي وجدت خلاف كبير، حيث شكك البعض في أن عبد الله بن المبارك، قال هذه الأبيات، لما فيها من جرأة وقوة وعتاب، إلا أن الكثير من الكتاب والمؤرخين يقولوا بأنها صحيحة، وأن ذلك ليس بجديد على مجاهد من طراز رفيع كا عبد الله بن المبارك، وتنص القصيدة على:

يا عابد الحرمين لو ابصرتنا

لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه

فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيلة في باطل

فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا

رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا

قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار خيل الله

في أنف امرئ ودخان نار تلهب

هذا كتاب الله ينطق بيننا

ليس الشهيد بميت لا يكذب

شاهد أيضًا: شرح قصيدة حزم وظفر

شرح قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا

يقال أن قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا، موجهة من عبد الله بن المبارك، للفضيل بن عياض، والاثنان من كبار السلف الصالح، حيث يعرف الفضيل بن العياض بأنه من أعلام الهدى والتقوى والصلاح، فكان لقبه عابد الحرمين.

وتضمن القصيدة الحث على الجهاد وتعظيمه، وأنه خير عمل يقوم به المسلم، حيث كانت القصيدة رسالة موجهة للفضيل بن العياض الذي اعتكف المساجد وجلس في الحرم يتعبد ليل نهار، وكان يحث صديقه بن المبارك على ترك الجهاد والقتال والمعارك، والمجيء للحرم ليقوم بالعبادة مثله.

فكان رد بن المبارك أبيات قلائل ولكنها قوية، حيث قال لو رأيتنا ونحن نجاهد ونقاتل في سبيل الله لادركت أنك لا تتعبد خير عبادة، فالجهاد أمر مكتوب على المسلم الحق، وأنها أشد وأقوى من أي عبادة أخرى.

فكان بن المبارك رجل مجاهد قوي، لا يخشى أحد، فعرف بالمبارزة والجهاد في سبيل الله، وسكن الثغور وكان يعد نفسه عدًا للخروج للقتال والمواجهة، دون خوف ولا مجاهرة فكان يقاتل بن المبارك ملثم حتى لا يقال أنه يجاهد رياءًا بل كان جهاده في سبيل الله.

ومن الجدير بالذكر أن بن العياض حين وصلته رسالة بن المبارك كان في مكة المكرمة، وبكى بكاء شديد تأثرًا برسالة صديقة المجاهد في سبيل الله، وأدرك حينها أن الجهاد أعظم العبادات، وأن المسلم الحق يعبد الله بكل ما استطاع من قوة وجسارة.

قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا

شاهد أيضًا: قصيدة عن القدس وفلسطين مؤثرة

ما قصة قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا

أثار خروج الملثم أبو عبيدة، المتحدث العسكري لكتائب القسام (حماس)، أمس جدل واسع، إذ خرج بخطاب جديد شاكر للشعب الفلسطيني الأبي، ومعاتب للأمة الإسلامية الواقفة موقف المشاهد السلبي، حيث يموت أبناء فلسطين رميًا بالرصاص وبالقنابل، ويموتوا جوعًا وعطشًا وخوفًا، وما زال الكل مكتوف الأيدي.

قال الملثم في خطابه كلمات قليلة ولكنها أشعلت القلوب إشعالًا، وأثارت الجدل على كافة الأصعدة، فقام الجميع بالبحث عن أصل ومعنى القصيدة التي قالها أبو عبيدة، حيث ألقى أبيات قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا، المذكورة أعلاه.

رأى البعض أن رسالة أبو عبيدة رسالة موجهة للأمة الإسلامية أجمع، والبعض قال أنها موجهة للحكام العرب، ولاسيما أنها خطاب خرج في وقت مباراة كرة قدم مهمة بالنسبة لجمهور كرة القدم العربي، والتي كانت تقام في المملكة العربية السعودية.

فما كان يقصد أبو عبيدة باختيار التوقيت أو الكلمات، لا يهم ولكن الأهم أن الرسالة وصلت للجميع، والكل مكلوم مكتوف الأيدي عاجز حزين، فلكِ الله يا فلسطين نعم المولى ونعم النصير.

قصيدة يا عابد الحرمين لو أبصرتنا