هل يجوز تشهية الصائم ؟

أ / سارة رزق

إن رمضان هو شهر الصوم والعبادة، ومن ضمن أبرز ما يقلع عنه الصائم في نهار رمضان والمتعارف عليه من قبل كافة المسلمين في كل مكان في العالم، الإقلاع عن الأكل والشرب من صلاة الفجر حتى آذان المغرب، كما يبتعد الصائم عن الأكل والشرب حتى لا تجري شهيته، فماذا إن تعمد أحد تشهية الصائم؟

هل يجوز تشهية الصائم

صوم شهر رمضان لمن أركان الإسلام الخمسة ، بالتحديد الركن الرابع، حيث يمسك المسلم عن الطعام والشراب وكل أنواع المفطرات منذ طلوع الشمس حتى غروبها، كما ورد في الذكر الحكيم قوله تعالى:

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ “. [1]

وقد بيّن العلماء أن تشهية الصائم أثناء صومه من خلال إرسال وعرض صور صنوف الطعام والشراب هو حرام شرعًا، فهو عمل تثبيطي من أعمال الشيطان، حيث يضعف نية الصائم أو يحسره، حتى إن كان هذا الفعل من جهز المزاح، فهو أمر مكروه ولا ينبغي فعله.

فالذي ينبغي اعتماده هو تعظيم شعائر الله وإدراك قدر قيمة الفريضة وشرفها والإعانة عليها، لا إرسال ما يضطر أحيانًا ضعاف الإيمان إلى الفطر، فيجري على المازح إثم هذا.

هل يجوز تشهية الصائم

هل يجوز تجويع الصائم بمقاطع الأكل

لا يجوز تمامًا في أي حال إرسال صور أو مقاطع فيديو عن الطعام والشراب، بقصد التجويع أو تزيين الطعام أو تشهية الصائم، فالشيطان يزين هذا العمل لفاعله نظرًا لكونه أمر منافٍ للشريعة، ويطابق هذا قول الله تعالى في كتابه الحكيم:

وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ . [2]

اطلع على:  فضل الصدقة للميت والصوم والصلاة وقراءة القرآن

إرسال صور الماء والعصائر من باب المزاح

لا شك أن المسلمين خلال نهار رمضان يشعرون بالجوع والعطش لا سيّما إن تصادف وقت الشهر الفضيل مع شهر الصيف، ففي كل الأحوال إن إرسال أو مشاركة أو نشر أي صور لتلك العصائر المثلجة والشهية ذات المنظر الخلاب حتى من باب المزاح هو أمر محرم لا يصح لا شرعيًا أو دينيًا أو أخلاقيًا ويخالف تمامًا آداب وفقه الصيام، فبهذا العمل قد يفقد صومه وصوم آخرين.

 

اطلع على:  لماذا تقضي المرأة الحائض الصوم بعد الطهارة

مفسدات الصيام

بعد إجابة تساؤل هل يجوز تشهية الصائم، فلا بد على المسلم الوقوف على مفسدات الصوم التي وضحها الإسلام، حيث يبطل الصوم بها ويقع عليه قضاء هذا اليوم وكفارته، وتتمثل تلك المفسدات في:

  • القيء عمدًا: فإن خروج القيئ عمدًا يبطل الصوم، وقد فرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين المتقيأ عمدًا أو رغمًا عنه، فيقول “ من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقضِ” ومعنى ذرعه أي “ غلبه “.
  • الجماع: تحرم العلاقة الزوجية في نهار رمضان، وإن وقع الزوجين في هذا الفعل، فيجب عليهما قضاء كفارة، فقد جاء حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجلًا فقال:

”يا رسول الله، هلكت، وقعت على امرأتي وأنا صائم” [3]

  • فأمره الرسول أن يؤدي الكفارة بعتق رقبة أو صيام شهرين أو إطعام 60 مسكين.
  • الأكل والشرب: من أكل وشرب متعمدًا فإن صومه يبطل، لكن إذا أكل وشرب بدون قصد فليس عليه شيء، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

“من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”. [4]

  • الاستمناء: هي حركات متعمدة تتسبب في إنزال المني، وهي تعرف بالعادة السرية، وهي محرمة في المطلق وتفسد الصيام، ويجب على الفرد التوبة والقضاء.
  • خروج الدم بالحجامة: أي شيء يخرج من الجسد ويضعفه هو من مفسدات الصوم.
المراجع
  1. سورة البقرة –الآية 187
  2. سورة النمل –الآية 24
  3. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1936 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1936)، ومسلم (1111)
  4. الراوي : أبو هريرة | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء | الصفحة أو الرقم : 2/316 | خلاصة حكم المحدث : صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] | التخريج : أخرجه البخاري (6669)، ومسلم (1155) واللفظ له