علاج الأحلام المزعجة والكوابيس المتكررة بالقرآن الكريم

ليس كل ما يراه الإنسان مريحًا له، بل أحيانًا كثيرة يكون الشيطان متسلطًا عليه ويؤرق عليه منامه بأحلامٍ مزعجة تثير ضيق صدره وتخنق عليه أنفاسه حتى يكاد يشعر أنها حقيقة، لكن من جانب آخر قد منّ الله علينا بسبل التصدي والتخلص من تلك الكوابيس ومواجهتها، وكيف للمسلم أن يحصّن نفسه جيدًا.

علاج الأحلام المزعجة والكوابيس المتكررة بالقرآن الكريم

إن عالم الأحلام شاسع وفسيح لا حدود له، فليس كل ما يأتي يروق للنائم ويشرح صدره، بل أحيانًا كثيرة لا يكون إلا حُلمًا من الشيطان، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

“إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءً من النبوة، والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه…” ^[1]

وفي سبيل علاج ذلك فقد أرشدنا رسول الله إلى ما نتخلص به من تأثير الشيطان على النوم، كما يلي من الذكر الحكيم:

• قراءة آية الكرسي، وقد جاء في هذا قول أبي هريرة رضي الله عنه:

“وكَّلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذتُه فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم … فقال: إذا أويتَ إلى فراشكَ فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “صدقك وهو كذوب ذاك شيطان” ^[2]

• قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، فيقول صلى الله عليه وسلم:

“الآيتان مِن آخر سورة البقرة مَن قرأهما في ليلة كفتاه” ^[3]

• وكفتاه، أي كفتاه من الشيطان.
• المعوذتين (الفلق، والناس)، والصمد، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:

“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ قل هو الله أحد  وبالمعوذتين جميعًا، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغتْ يداه مِن جسده، قالت عائشة: فلمَّا اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به” ^[4]

علاج الأحلام المزعجة بالأذكار

لقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءة بعض صيغ الأذكار حين النوم بجانب القرآن الكريم، فيسلم المؤمن من أن يراوده حلمًا مزعجًا أو كابوسًا فيسلم من أثرها، وقد تضمنت ما يلي:

• ينام المرء على شقه الأيمن ثم يقول:

”اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر “.

“اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شرِّ نفسي ومِن شرِّ الشيطان وشِركه”

• يقولها المسلم حين يصبح وحين يمسي وإذا أخذ مضجعه.

اطلع على:  هل الأحلام السيئة تتحقق

سبل الوقاية من الكوابيس والأحلام المزعجة

ما يجب أن يدركه كل مسلم بجانب علاج الأحلام المزعجة والكوابيس المتكررة بالقرآن الكريم، إذا رأى في منامه كابوسًا أو حلمًا مزعجًا يقلقه من نومه، ففي تلك الحالة قد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بفعل بعض الأمور حتى لا يقرب الشيطان، كما يلي:

“ التفل عن اليسار، والتعوذ من الشيطان، وتغيير الجنب، والصلاة إن شاء”.

عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم “ فإن رأى أحدكم مايكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس”. ^[5]

اطلع على:  ماهي أسباب الكوابيس المزعجة في المنام

سبب الأحلام المزعجة برغم قراءة الأذكار

بعض الناس قد يلجأون إلى قراءة أذكار قبل النوم والآيات القرآنية الموصي بها، إلا إنهم يتعرضون لكوابيس، في حين أنهم قد لا يقرأونها ولا يتعرضون لأي إزعاج خلال النوم، فما السبب وراء ذلك؟

• أحيانًا تكون كثرة المعاصي والذنوب سببًا في تلك الأحلام برغم الأذكار والقرآن.
• كما الإعراض عن ذكر الله وعدم لزوم طاعته.
• تلبيس من الشيطان وفتنة، للوهم أن السبب في تلك الكوابيس هي الأذكار، وأن في تركها سلامة منها.
• ويتلاشى كل هذا باليقين في الله وتصديق وعده وإحسان الظن بالله، فكل تلك صوارف وابتلاءات واختبارات يختبر بها الله صدق يقين القلب وحسن التوكل عليه، فإن نجح المؤمن في هذا يتبدد كل خوف وأرق، وهل باب دخول الشيطان إلا من الخوف والقلق، فلا تترك له بابًا.
• ولا بد الالتزام والتمسك بكافة ما أمر الله به ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من آيات قرآنية وأذكار للتحصين والتسلح مع ضرورة إيقان الإجابة، فلا يستجيب الله لدعاء قلب غافل.

اطلع على:  من أين تأتى الأحلام المزعجة والكوابيس

نصائح للتخلص من الأحلام المزعجة

تعدّ الأحلام المزعجة أمر أساسي يتعرض له الإنسان، وإن علاج الأحلام المزعجة والكوابيس المتكررة بالقرآن الكريم لا بد من مصاحبته لعدة عوامل يسير المرء وفقها في حياته بشكل عام فيسلم بإذن الله وحده وبحسن توكله عليه من التعرض لمنغصات النوم تلك، إلا نادرًا، ومنها:

• قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام، فهي حافظة للمسلم من كل سوء.
• التقرب لله تعالى بالدعاء، مثل ”اللهم اغفِرْ لي وارحَمْنِي وعافِنِي وارْزُقْنِي، فإنَّ هؤلاءِ تَجمع لكَ دُنياكَ وآخرتَك”، والصلاة على النبي، والحرص أن تكون الصلاة الإبراهيمية .
• الرقية الشرعية، هي أهم وسائل تحصين المسلم، بقراءة الفاتحة 7 مرات، المعوذتين، والصمد 3 مرات، وآية الكرسي، وما تيسر من آيات الذكر الحكيم، منها:

“وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا” ^[6]

• الحرص على تحصين المنزل ليحفظه الله، والانتظام على أداء صلاة النوافل، حيث إنها من أكثر ما يؤثر على الجن ويصرفه من المكان.
• الوضوء خاصة قبل النوم، وأداء صلاة الوتر، وقراءة أذكار الصباح والمساء في وقتها، وكثرة الاستغفار.

اطلع على:  ما هي الأحلام التي تتحقق