حديث عن التنمر للاذاعة المدرسية

يعتبر التنمر إيذاء عنيف، فهو تصرف عدواني ضد شخص، يجعله يشعر بالضيق أو الحرج، كما يتصف بأنه سلوك متكرر، وله أشكال عديدة، فقد يكون تهديد أو إساءة أو مهاجمة أو نشر شائعة، أو احتقار أو سخرية من صفة أو سمة في الشخص، مما يسبب له مشاكل نفسية مستمرة ودائمة.

حديث عن التنمر

تصدى الدين الإسلامي للعنف بكل أشكاله، فهو الدين القيم القائم على تكريم الإنسان والإحسان للآخر، والعلم والمعرفة وإعمار الأرض بالخير، حيث نهى الإسلام نهيًا عن البذاءة والفاحشة والمنكر والتعدي على الغير، ومن الأحاديث الشريفة الناهية عن التنمر وإيذاء الغير:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجوب أن لا يتعدى المسلم على غيره لفظًا أو سرقة:

“المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه” ^[1]

حديث الرسول عن التنمر

اختصر النبي صلى الله عليه وسلم، كل سمات المسلم ودليله للجنة، في هذا الحديث الشريف حيث قال معاذ بن جبل:

كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت يا رسول الله أبرني بعمل يدلني الجنة ويباعدني عن النار، فقار سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيء، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.

ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير، الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت بلى، يا رسول الله، فقال رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ثم

قال”ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه ثم قال كف عليك هذا، فقلت يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، إلا حصائد ألسنتهم . ^[2]

شاهد أيضًا: أحاديث عن الطيبة مع الأشرار

حديث عن التنمر والسخرية

يعتبر الدين الإسلامي الحنيف، هو دين العزة، فعز المسلمين، ودين السماحة والكرامة والمساواة، فلا يحق لأحد أن يحقر أخاه أو يبغضه أو يؤذيه، وكان ذلك أمرًا واضح في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث قال الرسول الكريم:

لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات .. إلخ. ^[3]

شاهد أيضًا: أحاديث نبوية عن النظافة والطهارة

حديث نبوي شريف عن التنمر

أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق، والقول الحسن والإحسان، حيث قال:

“ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة، من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء” ^[4]

كما أن النبي نهى عن احتقار الناس، وذكر ما يؤلم الغير ويؤذيه، فالعنصرية آفة المجتمع، والتنمر مدمر لنفسية الإنسان، وظهر ذلك مليًا في رواية أبو ذر الغفاري:

مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله، فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة، فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية.

قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ^[5]

شاهد أيضًا: أحاديث عن علم الغيب

حديث عن التنمر للاذاعه المدرسية

تعتبر الإذاعة المدرسية، منبر لنشر العادات السليمة، والمبادئ الإسلامية والإنسانية السامية، لذلك فهي المكان المناسب لتعليم الطلاب نبذ العنف وبغض التنمر، والقول الحسن،  وفيما يلي حديث عن التنمر، وقيمة الكلمة:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم”. ^[6]

إن الدين الإسلامي وضع منهاج للمسلم، فسره النبي الكريم ووضحه بما كان يفعله فنقل لنا، وبما كان يقوله فوجب علينا أتباعه، فعرّفنا النبي أن جميعنا متساوون أمام الله وما يميزنا فقط التقوى والعمل الصالح، فقال عليه الصلاة والسلام:

لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض، إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب ^[7] .