هل يجوز القصر قبل 80 كيلو وما هي أقل مسافة في القصر ؟

أ / آية أحمد زقزوق

يسأل الكثير هل يجوز القصر قبل 80 كيلو وما هي مسافة القصر، ويعرف القصر بأنه صلاة الفروض الرباعية ركعتين فقط وذلك للمسافر، وهو غير الجمع، فالمقصود بالجمع جمع العصر مع الظهر أو المغرب مع العشاء وهكذا، وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الجمع والقصر وأجمع العلماء أن الأفضل للمسافر قصر الصلوات لأن النبي كان يقصر في جميع أسفاره، ولم يثبت عنه أبدًا أنه أتم في السفر.

يعرف القصر بصلاة الظهر ركعتين والعصر ركعتين، وذلك بسبب السفر، ولا يوجد أي سبب للقصر غير السفر فالمريض يجمع ولا يقصر وصاحب العذر يجمع ولا يقصر، فالجمع مباح دائمًا، بينما القصر للمسافر فقط

أتفق جمهور أهل العلم أن السفر يقدر بيومين، وهم حوالي سبعين كيلو إلى ثمانين كيلو ، إذًا لا يجوز القصر إذا كانت مسافة السفر أقل من السبعين كيلو، لأن دون ذلك لا يسمى سفر [1] .

شاهد أيضًا: دعاء ركوب الطيارة مكتوب

مسافة قصر الصلاة بالكيلو

يجب أن يدقق المسلم في أمور دينه، لكي يصلح عمله ويحصل على أجر عبادته، ومن أهم الأمور التي يختلف فيها البعض هي مسافة القصر بالنسبة للصلاة للمسافر.

إلا أن المسافة التي أتفق عليها جمهور أهل العلم هي مقدار يوم وليلة، والتي تساوي بالكيلو مترات سبعين كيلو، فيما فوق ذلك، أما ما قبل السبعين كيلو لا يسمى سفرًا.

وبرغم أن القصر سنة مؤكدة إلا أن يمكن عدم العمل بها، وذلك لما ورد عن عبد الرحمن بن يزيد حيث قال:

صلَّى بنا عُثمانُ بمنًى أربعَ ركَعات، فقِيل ذلك لعبد الله بن مسعودٍ، فاسترجع، ثم قال: صليتُ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمنًى ركعتينِ، ثم صليتُ مع أبي بكرٍ بمنى ركعتينِ، وصليتُ مع عُمرَ بمنًى ركعتينِ، فليتَ حظِّي من أربعِ ركَعاتٍ ركعتانِ مُتقبَّلتانِ

شاهد أيضًا: دعاء السفر استودعكم الله

مسافة القصر عند المذاهب الأربعة

تختلف المذاهب الفقهية في بعض الأمور، والتي من بينها مسافات القصر والسفر، ويجب التنبيه أن الاختلاف في أمور بسيطة وليس أمور الشريعة نفسها أو القرآن أو السنة أي أمور فقهية لا عقائدية، فهي مسائل تقديرية، الاختلاف فيها جائز ومباح.

حيث إن مبدأ الخلاف فقط هو في تقدير الميل، والحساب، وفيما يلي تقدير الأئمة الأربعة لمسافات القصر:

مسافة القصر عند الشافعية

وفقًا للمذهب الشافعي، فإن مسافة القصر ثمانية وأربعون ميل، وذلك لقول البهيقي في السنن الكبرة وعلقة الباري في صحيحه حيث قال:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَانَا يُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ

وبحساب الأربعة برد، تساوي ثمانية وأربعون ميل، حيث إن النووي في كتابه المنهاج قال أن الميل ستة آلاف زراع، ولكن البعض قال أنه ثلاثة آلاف وخمسمائة زراع، وقال عنه السمهودي الشافعي أن البريد أربعة فراس، والفرس ثلاثة أميال، والميل ثلاثة آلاف زراع وخمسمائة ذراع بزراع اليد.

أستحب الإمام الشافعي الابتعاد عن الخلاف، بتأييد قول الحنفية، بأن أقل مسافة للسفر الواجب فيه القصر ثلاثة أيام ولياليها، كمسافة للسفر فقط.

مسافة القصر عند الحنابلة

تعرف مسافة القصر عند الحنابلة، بأنها بداية من ثمانين كيلو، وأتفق الشافعية والمالكية والحنابلة، على أن المسافر إذا نوي الإقامة أربعة أيام فأكثر يلزمه الإتمام ولكن الخلاف بينهم كان في احتساب يوم الدخول والخروج.

مذاهب الحنفية في قصر الصلاة

يرى المذهب الحنفي أن قصر الصلاة الرباعية، أمر واجب في السفر الذي يكون بين بلدة وغيرها، على أن يكون المسافة بينهم ثلاثة أيام، ولا يمكن أن يقصر المسلم إلا إذ تجاوز حدود بلاده، ويجوز له القصر ما دام مسافر حتى يعود إلى بلده وذلك حتى خمسة عشر يوم [2] .

باب صلاة المسافر وفرضه في كل رباعية ركعتان، ويصير مسافرا إذا فارق بيوت المصر قاصدا مسيرة ثلاثة أيام ولياليها بسير الإبل ومشي الأقدام، ولا يزال على حكم السفر حتى يدخل مصره، أو ينوي الإقامة خمسة عشر يوما في مصر أو قرية، وإن نوى أقل من ذلك فهو مسافر وإن طال مقامه

مدة القصر عند المالكية

يقصر عند المالكية الصلوات الرباعية، وهي الظهر والعصر والعشاء، مثلهم مثل باقي المذاهب، إلا أن هناك شروط يجب أن تتوافر في المسافر والسفر، وتتمثل في [3] :

  • مسافة السفر أحد شروط ووجوب القصر، بحيث تحدد المسافة بأربعة برد، والبرد يعادل أربعة فراسخ، إذ تبلغ 16 فرسخ، وهو ما يعادل 83 كيلو متر، والبعض قال 80 كيلو.
  • كما تشترط المالكية في القصر أن يجاوز المسافر بيوت البلد الذي يسكنه.
  • يجب أن يكون المقصر من غير المنهي عنه، فلا يجوز القصر للاهي ولا العاصي.
  • يجب أن لا يعدل عن مسافة قصيرة إلى طويلة لغير عذر.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم أنت الصاحب في السفر

هل يجوز القصر قبل 60 كيلو

وفقًا لبعض العلماء المعاصرين، فيجوز القصر قبل 60 كيلو، ولكن لا يقل عن خمسين كيلو، والأفضل للمسلم أن يقصر في حالة السفر ما بين سبعين إلى ثمانين كيلو، وذلك لأن جمهور العلماء والفقهاء الأربعة، حددوا المدة فيما فوق الثمانين كيلو، أو ما يعادل الأربعة برد أو الستة عشر فرسخ، وقال ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني .

أن القصر لا يجوز في أقل من ستة عشر فرسخا، والفرسخ: ثلاثة أميال، فيكون ثمانية وأربعين ميلا…فعلى هذا تكون مسافة القصر يومين قاصدين. وهذا قول ابن عباس وابن عمر. وإليه ذهب مالك، والليث، والشافعي، وإسحاق”

هل يجوز القصر قبل 80 كيلو

بذلك نكون وصلنا لنهاية الحديث، والذي تعرفنا من خلاله على مسافات السفر الواجب فيها القصر، والمدة التي حددها جمهور الفقهاء والعلماء، فالقصر أحد المباحات في الإسلام لقول الله عز وجل في سورة النساء “فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا” وهو أمر للتيسير على المسافر، وسنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

المراجع
  1. https://binbaz.org.sa/fatwas/13658/
  2. https://www.islamweb.net/ar/fatwa/76585/
  3. https://www.islamweb.net/ar/fatwa/119849/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B1