أحاديث تحث على العمل اليدوي وترغب فيه

ماريهان أحمد

لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوةً حسنة، فهو راعي الإبل والغنم، من كان يُساعد المُسلمين في الأعمال بيديه الشريفتين الطاهرتين، ويُخيط ثيابه بنفسه، وكان يسأل الله الرزق ويعمل حتى يُنير بصائر أمّة الإسلام من بعده بأهمية العمل.

أحاديث تحث على العمل اليدوي

ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ” (صحيح البخاري).

عن أبي هريرة رضي الله عنه: “اليدُ العُلْيا خيرٌ منَ اليدِ السُّفْلَى، واليدُ العُلْيا هِيَ المنفِقَةُ، واليدُ السُّفْلَى هِيَ السائِلَةُ” (صحيح الجامع).

عن أبي هريرة رضي الله عنه: “ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَه، فيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِه؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتيَ رَجُلًا، فيَسْأَلَه، أعْطاهُ أوْ مَنَعَه” (صحيح البخاري).

عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَه، فيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِه؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتيَ رَجُلًا، فيَسْأَلَه، أعْطاهُ أوْ مَنَعَه” (صحيح البخاري).

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها” (صحيح).

عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها: “إنَّه مِن أطيَبِ ما أكَلَ الرَّجُلُ مِن كَسْبِه، وولَدُه مِن كَسْبِه . (صحيح).

حديث عن العمل عبادة

أحاديث تحث على العمل اليدوي وترغب فيه

قال الله تعالى في سورة النور الآية 37: “ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ”،

وهو ما يوضح أنَّ أهمية العمل على الرغم من عظمها إلا أنها لا يجب أن تكون على حساب أداء الفرائض والعبادات.

كما أنَّ حديث العمل عبادة لا أصل له في السُنة، إلا أنَّ معناه ليس بخطأ، فالعمل المُباح هو من قُبيل العبادات، يُجازى عليه المُسلم خير جزاء.

ما دام قد اقترن بالنيّة الخالصة لوجه الله تعالى، ليس فيه من النفاق أو الرياء، فيكون عملًا صالحًا لوجه الله خالصًا ليس للشيطان نصيب منه، ولا لأحد شيء منه، ويكون فيه نفعًا للمُسلمين.

لا يفوتك أيضًا:  أحاديث عن فوائد الاستغفار

الحث على العمل اليدوي في الإسلام

إنًّ الإسلام هو دين العمل والإنتاج، حيث نرى في مُحكم التنزيل الكثير من الحث على السعي وطلب الرزق والكد والعمل، فالله هو الرزاق الذي يُيسر لنا أسباب الرزق لنغتنمها.

كما أنَّ أشرف الخلق أعلى من قيمة العمل، لاسيما وهناك أحاديث تحث على العمل اليدوي وترغب فيه، فالمرء بعمله يحفظ ماء وجهه ويصون كرامته من المذلة.

  • نهى الرسول عن التسول وسؤال الناس للمال.
  • دعا الرسول إلى العمل ونفّر من التكاسل والتواكل.
  • يجب أن يكون المُسلم نافعًا لنفسه ومجتمعه، فتلك هي رسالته.
  • الأموال التي يتم جمعها بدون جهد أو شرف تكون كالجمر يوم القيامة تكوي صاحبها.
  • أشار الرسول إلى أهمية زراعة واستثمار الأرض في أوجه النفع.
  • دعانا الإسلام إلى التعاون معًا لإقامة الصناعات ودوام الإنتاج.
  • حذر الرسول ضياع الوقت دون جدوى، فلا يكون لصحة الشاب طائلة من ورائها.
  • اليد العاملة هي التي يُحبها الله ورسوله.

حث السلف الصالح على العمل اليدوي

تعلم السلف الصالح والسابقين من الصحابة الكرام والتابعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم العمل اليدوي وعرفوا فضله وأهميته في الإسلام.

فها هو سلمان الفارسي أشار إلى أنه لا يُحب أن يأكل إلا من عمل يديه، والكثير من الصحابة الذين أعربوا في غير موضع عن تفضيلهم للكسب بأنفسهم.

كما أنَّ المسلمون في العصر الذهبي للإسلام كانوا من أصحاب المهن والحرف، على أنَّ الصحابة كانوا تجار ورعاة غنم، وهو ما يُعزز من قيمة العمل في الإسلام.

لا يفوتك أيضًا:  أحاديث عن الشهداء ومكانة الشهداء

أهمية العمل في الإسلام

أحاديث تحث على العمل اليدوي وترغب فيه

العمل هو مدعاة الكسب ورغد العيش، وهو طلب الرزق فيما أحله الله، كما أنه يُعتبر تنفيذًا للأمر الإلهي لبني آدم بتعمير الأرض والسعي، ومن هنا على الإنسان أن يعمل حتى ينال فضل العمل، لذلك شملت السنة النبوية عدة أحاديث تحث على العمل اليدوي وترغب فيه.

  • العمل يبعد صاحبه عن المهانة ، فمن يقدر على العمل ويتكاسل عنه يكون منبوذًا.
  • يُبعد العمل صاحبه عن التسول وسؤال الناس.
  • يحفظ العمل ماء الوجه والكرامة الإنسانية.
  • يُعتبر العمل وسيلة لكسب الرزق الحلال.
  • كما أنَّ العمل وسيلة لتحقيق التطور الإنساني.
  • يُعتبر العمل اليدوي مصدرًا للدخل، ليقتات المُسلم من صنيع يده.
  • العمل هو مصدر مناسب لاستثمار الوقت في شيء نافع بدلًا من إضاعته، فالإنسان سيُحاسب عن عمره فيما أفناه.
  • يُساعد العمل على قضاء حوائج الناس ومتطلباتهم.
  • على الجانب المعنوي، يُعزز العمل من ثقة صاحبه في نفسه، ويعمل على رفع معنوياته.
  • أن يرى أحدهم الإنجازات الناتجة عن عمله، هذا يزيد من قدرته على زيادة قدراته ومهاراته والتركيز بنفس الجودة.
  • يُعتبر أساسًا لدعم النظام الاقتصادي والاجتماعي.
  • هو سبب لمنع النزاعات والمشاكل بين البشر.
  • كما أنه الدافع لعجلة الإنتاج على أكمل وجه.
  • من يعمل صالحًا يجازيه الله خير الجزاء نظير عمله، ويرزقه الكسب الصالح والحياة الطيبة.

لا يفوتك أيضًا:  أحاديث عن علم الغيب

آداب العمل في الإسلام

لم تكن الأحاديث تحث على العمل اليدوي وترغب فيه في عمومه، بل باختصاص العمل النافع الصالح فحسب؛ حتى يكون العمل بالفعل سببًا للرزق، حيث يُكلل ببعض الضوابط.

  • إتقان العمل والإخلاص فيه.
  • التخلق بالصفات الحميدة أثناء تأدية العمل.
  • الابتعاد عن الغش والكذب في العمل.
  • الابتعاد عن الكبرياء والغرور والتكبر على العمل.
  • انتقاء أي من الأعمال المشروعة.
  • لا يتسبب في الأذى أو الضرر للغير.
  • لا يتاجر فيما هو غير صالح لبني البشر.
  • لا يكون العمل مقترنًا بتعظيم من هو غير الخالق.
  • كما لا يكون العمل فيما فيه مخالفة لله تعالى، فهو لا يحتمل الاضطرار.
  • أن تكون نية العامل خالصة لوجه الله تعالى لنيل رضاه.
  • لا يشوب العمل رياء أو نفاق.

حرص ديننا الإسلامي القويم على ألا يقع شباب المُسلمين في حيرة واضطراب، وهو ما تجلى في إحيائه قيمة العمل اليدوي والتربية الرياضية وتعلم الكثير من المهن والحرف المُباحة في الشريعة.