هل يجوز أكل الأخطبوط وما هي أضرار تناوله؟

عبدالرحمن محمد

\يُعد الأخطبوط   من الأكلات التي يعتبرها الكثيرين مميزة بالفعل، ويجدونها شهية جدًا، كما يُعدونها بمُختلف الطرق، لكن من واجب المسلم أن يتحرى دومًا ما إذا كان طعامه حلالًا أم لا، وكذا الأمر بالنسبة لأكل الأخطبوط.

حكم أكل الأخطبوط

حينما خلق الله لنا الطعام من كل ما لذ وطاب، أحل لنا أشياء، وحرم أخرى، وقد بيّن هذا في كتابه الكريم، حيث قال تعالى:

“قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [1]

أي أن الطعام كله حلال، إلا أن يكون ميتًا، أو يكون حيوانًا مقتولًا، أو حتى لحم خنزير، وفيما عدا ذلك فهو حلال للمسلمين أكله.

أمّا عن طعام البحر تحديدًا فقد حلله الله عز وجل، وبين هذا أيضًا بدليل في القرآن الكريم، حيث قال جلّ في عُلاه: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” [2]

لا يفوتك أيضًا:  حكم أكل التمساح في الإسلام

هل يحل أكل السمك الميت؟

هل يجوز أكل الأخطبوط؟

لا يقع السمك كبقية الحيوانات ضمن حكم أنه إذا كان ميتًا لا يجوز أكله، بل لا يشترط ذبحه أو ما شابه كما يلزم مع بقية الحيوانات، وهذا ما اتفق عليه علماء الفقه، فهذا ما ثبت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

“أحلَّت لَكُم ميتتانِ ودَمانِ ، فأمَّا الميتَتانِ ، فالحوتُ والجرادُ ، وأمَّا الدَّمانِ ، فالكبِدُ والطِّحالُ”. [3]

قد ثبت كذلك أكل الصحابة لحوت ميت من قبل، روى جابر بن عبد الله: “غَزَوْنَا جَيْشَ الخَبَطِ، وأُمِّرَ أبو عُبَيْدَةَ فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فألْقَى البَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، يُقَالُ له العَنْبَرُ، فأكَلْنَا منه نِصْفَ شَهْرٍ، فأخَذَ أبو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِن عِظَامِهِ، فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ فأخْبَرَنِي أبو الزُّبَيْرِ، أنَّه سَمِعَ جَابِرًا، يقولُ: قالَ أبو عُبَيْدَةَ: كُلُوا فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ

: كُلُوا، رِزْقًا أخْرَجَهُ اللَّهُ، أطْعِمُونَا إنْ كانَ معكُمْ فأتَاهُ بَعْضُهُمْ فأكَلَهُ”. [4]

لا يفوتك أيضًا:  حكم أكل الضبع في الإسلام

فوائد أكل الأخطبوط

إن الله سبحانه وتعالى حين أحل لنا أكل الأخطبوط كان هذا لِما فيه من فوائد كثيرة لجسم الإنسان، ويتجلى فيه إعجاز المولى عز وجل في خلقه.

  • يُساعد الحليب السيدة المرضعة على إدرار الحليب ، إذ يزيد من إفراز البرولاكتين، والذي يساعد على زيادة كلًا من هرمون الحليب ، والبروجسترون، وهرمون النمو.
  • في دراسة تم إجرائها على الفئران ونشرت في مجلات أجنبية، تم إثبات أن أكل الأخطبوط، تحديدًا الأجزاء التي لا تحوي الدهون منه يُساعد على تقليل مستوى الكوليسترول في الدم، وهذه ميزة كبيرة لمرضى الضغط.
  • له دور فعّال جدًا في الحد من انتشار الخلايا السرطانية خاصة في الثدي.
  • هو نوع سمك مميز جدًا بأنه طري، ولا يأخذ وقتًا كبيرًا على النار، لذا يبقى محتفظًا بكامل الفوائد.
  • يحوي الأخطبوط سعرات حرارية قليلة جدًا، كما أن نسبة البروتين به عالية لحدٍ كبير، لذا هو مثالي جدًا إذا كنت تحاول خسارة الوزن.
  • يضم الأخطبوط عددًا هائلًا من العناصر الغذائية والمعادن، والتي تجعله مثاليًا في التخلص من الأنيميا وفقر الدم.
  • يحتوي على السيلينيوم، وهو مضاد للأكسدة، وبدورها تقوي مناعة الجسم، بالتالي تحمِه من الأمراض.
  • يحمي القلب من الإصابة بالأمراض المزمنة، لهذا فهو مقوي عام للجسم.
  • من بين أهم الفيتامينات به فيتامين ب 12 ، والذي يحمي الأعصاب، ويجعلها لا تصب بالتلف على المدى البعيد.

لا يفوتك أيضًا:  حكم أكل الحصان في الإسلام

أضرار تناول الأخطبوط

هل يجوز أكل الأخطبوط؟

بعد معرفة هل يجوز أكل الأخطبوط أم لا وبرغم الفوائد الكثيرة التي يحوها الأخطبوط، ومع أن الله تعالى أحلّ لنا أكله، إلا أنه مع هذا يحمل بعض الأضرار التي يجب الحذر منها.

  • البعض يكون لديهم حساسية تجاهه، وهذا ما يجعلهم يمرضون جدًا بمجرد تناوله.
  • يحتوي الأخطبوط على نسبة كبيرة جدًا من معدن الزئبق، والتي تفوق تلك التي يحتاج إليها الإنسان، وبالتالي يُسبب مشاكل أخرى، لذا يجب تنقيته منه أولًا قبل الأكل.
  • به بكتيريا ضارة بنسبة كبيرة، لهذا السبب يجب ألا يتم تناوله دون طهي، كي لا يترك أضرارًا جسمية بعد هذا، لهذا لا يُنصح به للمرأة الحامل.

هل يجوز أكل الأخطبوط؟ هي فكرة تتبادر إلى كل حريص على دينه، ومن يُهمه حقًا ألا يكسر حقًا من حقوق الله عز وجل، فيُراعي ذمته وضميره.

المراجع
  1. [ الأنعام: 145]
  2. [ سورة المائدة: 96]
  3. الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2695 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه ابن ماجه (3314) واللفظ له، وأحمد (5723)
  4. الراوي: جابر بن عبد الله| المحدث: البخاري| المصدر: صحيح البخاري| الصفحة أو الرقم : 4362| خلاصة حكم المحدث: [صحيح]| التخريج: أخرجه البخاري (4362)، ومسلم (1935).