أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة وماذا نقول فيه

أ / آية أحمد زقزوق

يرغب كل مسلم في طاعة الله ونيل رضاه، والحصول على الأجر والثواب بحسن العمل وأتباع كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة في الأيام المباركة كرمضان والأعياد والأشهر الحرم، إذ يضاعف الأجر وتغفر الذنوب وتقبل التوبة، لذلك يسأل الناس عن أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة، شهر الحج والنحر والصيام والصلوات والتكبير والتهليل والفرح العارم الذي يحل بقلب كل مسلم.

ماهي أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة

تعتبر أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة، هي أعمال النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سلم وغنم وحصد الخير الكثير من أتبع سنة الحبيب المصطفى، وتتمثل أعظم الأعمال في هذه الأيام المباركة في:

الصيام

يعتبر الصيام من أفضل الأعمال التي يستحب أن يقدم عليها المسلم في العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم التسع أيام ذي الحجة.

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر” [1]

أما عن صيام يوم عرفة فهو صيام عظيم وواجب على كل مسلم أن يدرك اليوم أن يصوم، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“أريت صيام عرفة ؟ قال: احتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية والباقية” [2]

معنى ذلك أن صيام يوم العرفة يكفر عامين، كما أن جميع الأعمال الصالحة في هذا اليوم مقبولة، والحسنات مضاعفة فهي أيام أعياد في الأرض والسماء، بالإضافة إلى أن صيام يوم واحد في سبيل الله عز وجل يباعد الله به بين المسلم والنار سبعين خريفًا، استناد على قول النبي صلى الله عليه وسلم

“من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهة سبعين خريفًا” [3]

الحج 

يعتبر الحج أحد أركان الإسلام الخمس، وهو ركن عظيم، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

“بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا الله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة والحج، وصوم رمضان” [4]

والحج ركن يكمل به المؤمن دينه ويرضي به الله عز وجل، إلا أن الله تعالى جعله ركن لمن استطاع إليه سبيلا، بمعنى أنه ليس إجباري إلا على من استطاع، كما أنه الركن الوحيد الذي يسقط عن المسلم إذ أداة مرة واحدة في حياته ، حيث إن باقي الأركان تمارس يوميًا كالصلاة والشهادتين أو كل فترة وجيزة كالصيام والزكاة، إلا الحج فقد يكفي مرة واحدة في العمر.

ويعد شهر ذي الحجة هو شهر الحج فالحج مرة واحدة في العام، وتوزع مناسك الحج على ستة أيام، بداية من اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، حتى اليوم الثالث عشر، وذلك على النحو التالي:

اليوم الأول
  • اليوم الثامن من ذي الحجة
  • يسمى يوم التروية
اليوم الثاني
اليوم الثالث 
  • اليوم العاشر من ذي الحجة
  • يسمى يوم النحر
  • أول أيام عيد الأضحى
اليوم الرابع 
  • اليوم الحادي عشر من ذي الحجة
  • يسمى يوم القر
  • أول أيام التشريق
  • ثاني أيام عيد الأضحى
اليوم الخامس
  • اليوم الثاني عشر من ذي الحجة
  • يوم النفر الأول
  • ثاني أيام التشريق
  • ثالث أيام عيد الأضحى
اليوم السادس
  • اليوم الثالث عشر من ذي الحجة
  • يسمى يوم النفر الثاني
  • ثالث أيام التشريق
  • رابع أيام العيد

الأضحية (النحر) 

يقدم المسلم في اليوم الأول من العيد أضحية  (ذبح من الأنعام)، سواء كانت غنم أو بقر أو إبل أو ماعز، كلًا ومقدرته، فلا يكلف الله نفس إلا وسعها، وذلك بغرض التقرب من الله عز وجل ونيل رضاه، ومساعدة للفقراء وصلة رحم للأقارب والأهل، وشكل من أشكال التكافل الاجتماعي والمساندة والتعاون، والتي هي قيم ومبادئ الإسلامي الحنيف.

والنحر سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:

ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا . [5]

صلاة العيد 

تعتبر صلاة العيد أمر من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن المتعارف عليه أتباع المسلمين لكل ما أمر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [6]

شاهد أيضًا: أسئلة ثقافية عن عشر ذي الحجة

ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة

تعتبر كل الأعمال الصالحة مستحبة في العشر من ذي الحجة، حيث تضاعف الحسنات وتقبل الطاعات والدعوات، فبجانب الأعمال والعبادات الملازمة لشهر ذي الحجة المذكورة أعلاه، هناك عبادات وطاعات أخرى مستحبة في هذا الشهر العظيم تتمثل في:

الصلاة 

يجب على المسلم الحرص على الصلوات في مواقيتها كل العام، وأتباع السنن، بينما يفضل القيام والإكثار من الصلوات والتضرع لله عز وجل بالدعاء في الصلاة في هذه الأيام المباركة، فالصلاة مفتاح الجنة، وأول ما يحاسب عليه المسلم، لذلك فهي سبيل التقرب لله عز وجل.

الصدقات 

من أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة، إخراج الصدقات بنية تفريح الهموم، وبنية التكافل والتعاون وإدخال السرور على قلب الأطفال والكبار وعلى كل مسلم غير قادر، فما أعظم تفريج هم مسلم، وما أعظم قيمة العطاء.

صلة الأرحام 

من العادات الطيبة والواجبة، زبارة الأهل والأحباب، وفتح البيوت للزيارات العائلية وإكرام الضيف ومقابلته بالترحاب، والاتصال بكل قريب وجار وصديق، فصلة الرحم وزيارة المعارف والتودد للصالحين، سبيل للجنة.

التكبير والتهليل 

يعتبر التكبير من مراسم العيد ومن دلالات الفرحة، فما من مسلم حق يسمع التكبير أو يردده، إلا ويتحرك قلبه حبًا لله وشوقًا لرسول الله وفخر وعزة بنصر الله لحبيبه ونبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فكبروا مطلقًا ومقيدًا، وأنشروا تكبيرات العيد في الشوارع والمساجد ومع أطفالكم في المنازل.

قراءة القرآن 

يعتبر القرآن الكريم هو دواء القلب وشفاء الروح، به نستكين وتهدأ جروحنا، به الحكمة والعظة والجبر، ومفاتيح الصبر وفيه البشرى بجنة عرضها السموات والأرض، كما أن ذكر الله وتلاوة كتابه لها أجر عظيم تأتي يوم القيامة شاهد وشفيع، فيفضل الإكثار من تلاوة القرآن في هذه الأيام.

أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة وماذا نقول فيه

ماذا نقول في شهر زي الحجة

يستحب عند رؤية هلال ذي الحجة قول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان إذا رأى الهلال قال:

اللَّهُ أَكبرُ اللَّهُمَّ أَهلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ والتَّوفيقِ لما يحبُّ ربُّنا ويرضى ربُّنا وربُّكَ اللَّهُ [7]

كما أن من أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة، ذكر الله والصلاة على رسول الله، والتي تعتبر تحصين للمسلم من كل شر، ودواء من كل داء، ورحمة ونور في حياته، خاصة في مثل هذه الأيام المباركة، فليجب الإكثار منها.

القول الطيب وجبر الخاطر وإدخال السرور على قلب المسلم، من الأمور الطيبة، فما من قول حسن إلا ويسجل حسنة، وما من قول سيء إلا ويكتب سيئة، والله يضاعف لمن يشاء.

أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة وماذا نقول فيه

شاهد أيضًا: افضل اذكار ذي الحجة

إلا أن أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة، لا تتوقف عند ما ذكر فقط فهناك أيًضا أعمال عظيمة يجب أن نتبعها طوال العام، وهي كف الأذى عن الناس، وعدم التهاون في حقوقهم وأتباع العدل ونصرة المظلوم وشهادة الحق، والصدق والأمانة والكف عن ذنوب الخلوات والكف عن الغيبة والنميمة وتنقية القلب والابتعاد عن الرياء وإفساد ذات البين والنفاق والتملق وغيرها من الذنوب المرهقة للنفس المانعة من الخير، سبيل الهلاك في الدنيا والآخرة.

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : موفق الدين ابن قدامة | المصدر : المغني لابن قدامة | الصفحة أو الرقم : 4/443 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح | التخريج : أخرجه البخاري
  2. الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 1162 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  3. الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 2243 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (1622)، والنسائي (2244) واللفظ له، وابن ماجه (1718)، وأحمد (7990)
  4. الراوي : –| المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكلة الفقر | الصفحة أو الرقم : 57 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  5. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5565 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (5565)، ومسلم (1966)
  6. سورة الكوثر (آية2)
  7. الراوي : [عبدالله بن عمر] | المحدث : ابن القيم | المصدر : زاد المعاد الصفحة أو الرقم : 2/361 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده لين