ما حكم سماع القرآن أثناء النوم بقصد الاستئناس

عبدالرحمن محمد

إن القلب لا يهدئ سوى بالإيمان والأُنس، وسبيل الحصول على كلاهُما لا يكون سوى بتلاوة آيات الذكر الحكيم، فيُصاحبه الأمن واليُسر والأُلفة، وثبات القلب عند هجوم المخاوف عليه لا سيّما في الليل، والبعض اعتاد على الاستئناس بصوت القرآن أثناء النوم، فما حكم ذلك؟

حكم سماع القرآن أثناء النوم بقصد الاستئناس

مع تعقد الحياة التي بات يعيشها الإنسان من انتشار الأوبئة، والضغوطات اليومية، وتحديات العصر من أجل النجاح والوصول لمرتبة عالية، فلا يحوّج المُسلم سوى لله تعالى بالعودة لقراءة كتابه الكريم.

البعض يحرص على سماعه أثناء النوم لأسباب عِدة، منها تجنب الخوف وما يُصيب الإنسان أثناء النوم من مكروهات، ولا حرج من استماعه، فجاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أذكار ما قبل النوم الأدعية وقراءة أو الاستماع لآيات قرآنية.

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز الصلاة أثناء الأذان وما حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة

حكم سماع القرآن بقصد الاستئناس

هل يجوز سماع القرآن أثناء النوم وما حكم سماع القرآن بقصد الاستئناس

بغية الأنس، يحرص المسلمون على الاستماع للقرآن الكريم في آذانهم دون ترديد وتلاوة، فآيات الذكر الحكيم هي منبع للأنس والسكينة، فبه تطمئن القلوب، وتزداد خشية القلوب، ويُزال الوحشة.

كما فيه راحة من آلام الدنيا الصغيرة والكبيرة، وراحة للعقل مما يهلكه، ولا حرج على المسلم أن يستمع إليه بقصد الاستئناس، بل إنه يؤجر على ذلك أيضًا.

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية من الهاتف

حكم سماع القرآن الكريم أثناء العمل

بعد معرفة حكم سماع القرآن أثناء النوم بقصد الاستئناس يعتبر الاستئناس بالقرآن أثناء العمل من أحب الأمور التي تُطمئن القلب، وتمدّ الجسم بالنشاط والحيوية لزيادة الإنتاجية، ولا حرج من الاستئناس به، ويسن أيضًا أن يتدبر المسلم الآيات إن استطاع خلال العمل، فيكفي الإنصات.

لا يفوتك أيضًا:  هل يجوز الحلف بالمصحف كذب عند الضرورة  القصوى

ثواب سماع القرآن الكريم دون قراءته

هل يجوز سماع القرآن أثناء النوم وما حكم سماع القرآن بقصد الاستئناس

إن كثير منّا يستأنس بسماع القرآن الكريم سواء أثناء النوم أو قبل ذلك، وهذا يفتح كثير من أبواب الخير؛ لِما فيه من فضل جزيل على العاقل ألا يغفل عنه، وهداية ربانية من الله تعالى.

فالقراءة لها أجر عظيم عند الله تعالى؛ لِما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.

كذلك الاستماع لا يختلف، سواء كان بالاستماع للقارئ مباشرةً أو شريط، فقال تعالى في سورة الأعراف:

“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)”، فله ثواب عظيم:

  • يبث الراحة والسكينة إلى القلب.
  • نيل رحمة الله تعالى لا سيّما عند الاستماع مع ترك الملهيات عن التدبر.
  • سبب للهداية والابتعاد عن المعاصي والذنوب ووسوسة الشيطان.
  • الفوز برضا الله تعالى في الدنيا والآخرة.
  • التلذذ بنعيم الله تعالى في بعض الآيات، والاستعاذة من العذاب في آيات أخرى.
  • فهم وإدراك قدرة الله تعالى، وتعزيز الشعور باليقين والثقة في حكمته.
  • تربية القلوب على الإخلاص وبعث الخشية.

إن القرآن الكريم ذخر بكثير من الآيات التي تُهدئ من النفس، وتجعله راضيًا، فقد فُطر الإنسان على القرآن، ولا يستشعر الرضا النابع من الإيمان بالله واليقين سوى بترديده، فيعتاد على سماعه ليلًا بقصد الاستئناس.