هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر

أ / عمرو عيسى

تُعد الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، كما أنها واجبة على كل مسلم ومسلمة، حيث إنه لا يجوز التغافل عنها أو عدم أدائها لمن استطاع، فهي تمحو الذنوب والمعاصي وتجعل المسلم يشعر بمعاناة غيره، وتجعله يعطف على أخيه المسلم.

هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر ؟

زكاة الفطر في الأصل واجبة على الزوج ولكن يمكن أن تخرجها الزوجة في بعض الحالات مثل عدم قدرة الزوج على إخراج مال الزكاة فيجوز على زوجته أن تخرجها عنه وعن نفسها وأولادها، ولكن قبل إخراج مال الزكاة يجب إخبار الزوج.

قال الشيخ ”ابن عثيمين ”رحمه الله أن زكاة الفطر واجبة وفريضة على كل مسلم، كباقي الواجبات المفروضة على كل مسلم، ويجب على كل فرد أن يخرج الزكاة عن نفسه، إذا كانت الزوجة أو الأولاد، وإذا كان الأولاد مازالوا أطفالًا فعليكِ أن تخرجي الزكاة عنهم.

هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا

حكم الإسلام في ذلك إنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا، ولكن يجب إخراجها من الطعام كما أخرجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتكون صاع واحد من قوت البلد كالتمر أو الأرز وغيرهما من القوت.

ما رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال:

(فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ). [1]

ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال:

(كنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فِينَا، عن كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَمَمْلُوكٍ، مِن ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صَاعًا مِن تَمْرٍ، صَاعًا مِن أَقِطٍ، صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ كَذلكَ، حتَّى كانَ مُعَاوِيَةُ: فَرَأَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن بُرٍّ تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ). [2]

اختلفت آراء العلماء في إخراج قيمة الزكاة بالصاع كما كان يخرجه النبي صلى الله عليه وسلم، أو بما يعادله من النقود، فلو كانت النقود أولى من الطعام لفعلها النبي، ولكن اختلاف الزمان له عامل، حيث إن الفقراء في وقتنا الحالي يحتاجون للمال في شراء الملابس واحتياجات الأطفال أو الدواء أو سداد الديون.

أجاز بعض العلماء إخراج الزكاة بالقيمة إذا افترضت القيمة أو المصلحة ذلك الراجحة، ولكن من الأفضل معرفة إن كان الشخص يحتاج إلى القوت أو يحتاج ما يعادله من المال لسد حاجته.

هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر في بلد اخري ؟

من السُنة توزيع زكاة الفطر بين الفقراء في البلد الذي يعيش فيها الشخص التي يخرج الزكاة ولا يخرج بالزكاة إلى بلد آخر، فيجب إغناء فقراء بلده وسد حاجتهم أولًا.
فمن المحبب أن الشخص يخرج زكاة ماله في البلد المقيم فيها، ولكن لا مانع من إخراجها إلى بلد أخرى فلا يكون عليه حرج، حيث بلاد المجاعات والذين يعانون من الفقر والقهر.

كم مقدار زكاة الفطر؟

مقدار زكاة الفطر للشخص الواحد كما جاء في الحديث النبوي الشريف”صاع من تمر أو صاع من شعير أو قمح أو زبيب”، ولكن يمكن إخراج أي طعام متوفر في المكان الذى تتواجد فيه مثل الدقيق أو العدس وغيرهما.

يمكن دفع قيمة زكاة الفطر بناءً على سعر كيلو الأرز وهو 25 ريال سعودي للفرد الواحد ولهذا السبب فإن زكاة الفطر تختلف من وقت لآخر ومن بلد لأخرى تبعًا لاختلاف سعر الصاع الواحد من الأرز واختلاف سعره في كل عام.

ضوابط إخراج زكاة الفطر

  • تُدفع زكاة عيد الفطر عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، ومن السُنه إخراجها في يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل عيد الفطر بيومين.
  • يجب معرفة عدد أفراد الأسرة حتى يتم إخراج زكاة الفطر بناءً عليهم.
  • دفع قيمة 25 ريال لكل فرد من أفراد العائلة.

الفئات المستحقة لزكاة الفطر

تطبق الزكاة على الحالات الثمانية التي ذكرها الله في كتابه الكريم، حيث يقول الله عز وجل في سورة التوبة:

”إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”. [3]

  • الفقراء : أي المحتاج الذي لا يجد ما يكفيه من طعام أو لباس وغيره، حيث أن ما يكسبه من نقود تقضي نصف حاجته.
  • المساكين: الأشخاص غير القادرين على الحركة وعلى العمل و لا تكفيهم نقودهم ولا تكفي نفقتهم كلها، ولكن انقسمت الآراء حول من أشد حاجة من الآخر حيث ذهب الإمام مالك إلى أن المسكين يعتبر أشد حاجة من الفقر لكونه لا يستطيع الحركة أو العمل لكسب المال وسد احتياجاته.
  • العاملون عليها : يقصد بهم الأشخاص العاملين على أمور الزكاة، كالأشخاص الذين يجمعونها ويحفظونها فهم لهم حق من هذه الزكاة.
  • المؤلفة قلوبهم: يطلق هذا المصطلح القرآني على الكفار والمنافقين وعلى المسلمين أيضًا، ولكنهم من النوع الضعيف في إيمانهم، وهم الذين كانوا يحصلون على الدعم المادي من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الصحابة.
  • الرقاب: هم العبيد والرقاب والغماء، يجوز عليهم الزكاة لتحريرهم من العبودية أو لخروجهم من السجن.
  • الغارمون: الأشخاص الذين لديهم ديون غير قادرين على دفعها، فيجوز عليهم الزكاة لإخراجهم من مأزق أو الإفراج عنهم في حال أن تم سجنهم.
  • في سبيل الله: هم المقاتلون في سبيل الله والذين يجوز عليهم الزكاة من سلاح وعتاد ونفقه له ولعائلته.
  • ابن السبيل: هو الشخص المسافر الذي لا يملك المال للرجوع إلى وطنه، فيجوز إعطاؤه قدرًا من الزكاة للرجوع إلى بلده.

  قد ذهبت الشافعية والحنابلة إلى أن الفقير اشد حاجة من المسكين وذلك لقوله تعالى ”أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ” حيث قالوا إن المساكين يعملون في البحر ويكسبون المال، فبذلك لن يكونوا أشد حاجة من الفقراء.

أحكام دفع زكاة الفطر لشخص واحد

هل يجوز للمرأة إخراج زكاة الفطر

  • 1- مذهب الحنفية

رأى الحنفية في دفع الزكاة لشخص واحد أو لجماعة الجواز، كما أنهم أجازوا تفريق الصدقة على أكثر من شخص.

  • 2- مذهب المالكية

ذهبت المالكية إلى القول بجواز دفع الزكاة لفقير واحد، وأيضًا يجيزون دفع مقدار الزكاة إلى عدة أشخاص، ويمكن دفع عدة مقادير لشخص واحد.

  • 3- مذهب الشافعية

رأت الشافعية ألا يجوز دفع زكاة الفطر لشخص واحد.

  • 4- مذهب الحنابلة

أجازت الحنابلة إعطاء زكاة الفطر إلى شخص واحد أو جماعة، كذلك أجازت إعطاء زكاة الفطر لجماعة إلى شخص واحد.

الزكاة فرض على جميع المسلمين القادرين، ولا يجوز السهو عنها أو التغافل، حيث إنها تعود بالفائدة على الفرد وعلى المجتمع لكونها تقضي حاجة الفقراء غير القادرين على سداد حاجتهم.

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1503 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (984، 986) مفرقًا باختلاف يسير
  2. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 985 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  3. [ التوبة: 60]