هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا

أ / شيماء عبد الفتاح

فطر الله سبحانه وتعالى المسلمين على حب الطاعة، والبحث والسؤال عن كل ما يتعلق بالدين خوفًا من عذاب النار وطمعًا في جنته، لذا يتساءل الكثير من المسلمين عن الأسئلة الدينية التي تتعلق بأمور حياتهم وصلاتهم ومنها هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا، كي يتسنى لهم معرفة إذا كان جمع الصلاة من أجل النوم جائزًا فيقومون به، وإن كان لا يجوز ومنهي عن فعله يتجنبوا القيام به، بل ويحرصون على معرفة متى يجوز جمع الصلاة، وذلك امتثالا لأوامر الله عز وجل ورسوله الكريم.

هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم ؟

  • أكد علماء الدين على أن الإجابة على هذا النوع من الأسئلة يحتاج إلى مزيد من التفاصيل، حيث ألوان أنه إذا أراد المرء الجمع بين صلاتين.
  • مثل الجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر، وصلاة المغرب وصلاة العشاء بسبب النوم فإن هذا الأمر لا يجوز ولا يصح.
  • وزادوا على ذلك من خلال قولهم إذا أراد المسلم النوم في وقت دخول صلاة الظهر بعد أن يصلي، وخشي إذا نام يستيقظ بعد دخول وقت صلاة المغرب وتفوته صلاة العصر .
  • لذلك فهو يقوم بجمع كلا من صلاة الظهر والعصر معًا جمعَا، حتى لا تفوته وتصبح صلاة قضاء، ففي هذه الحالة أجمع العلماء أنه لا يجوز الجمع فيها.
  • لذا ينبغي على المسلم أن يصلي صلاته حاضرة ولكن صلاة العصر، ثم يمكنه النوم بعد ذلك، وإن آمن أن يستيقظ قبل أن تفوته الصلاة التالية أي المغرب فيمكن أن ينام، ثم يستيقظ ويصلي الصلاة حاضرة.
  • أما إذا لم يأمن أن تفوته صلاة المغرب وقد دخل وقتها، فيجب عليه أن يظل مستيقظًا حتى يقيم صلاته حاضرة ثم ينام.
  • وذلك لأن جمهور العلماء اكدوا على أن النوم ليس عذرَا كافيًا من أجل جمع الصلوات، ولكن إذا نام المرء دون أن يتعمد تفويت وقت الصلاة، فيجب عليه قضاؤها وقت الاستيقاظ.
  • فمثلًا إذا نام بعد صلاة الظهر، ثم استيقظ على أذان صلاة المغرب، فيجب عليه قضاء صلاة العصر، فيمكنك أن يصلي المغرب حاضرًا ثم قضاء العصر، أو أن يصلي بالترتيب العصر قضاء، ثم المغرب حاضرة، إذ يوجد اختلاف في الترتيب بين العلماء.

هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم

لا يفوتك: عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة والقبر

هل يجوز تقديم الصلاة عن وقتها بسبب النوم؟

  • ومن الأسئلة المحيرة أيضًا إذا كان جمع الصلاة بسبب النوم لا يجوز، فهل يجوز تقديم الصلاة عن وقتها بسبب النوم أم لا.
  • إذ أكد العلماء أنه يُحرم تقديم الصلاة عن وقتها أو تأخيرها إلا في بعض المواقع التي أجاز الله سبحانه وتعالى بها ذلك، مثل السفر، الخوف، المرض وغيرها.
  • وكان ذلك بإجماع العلماء، حيث يقول الله عز وجل في كتابه الكريم:

“فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”صدق الله العظيم.

  • نظرًا لأن النوم لا يعد من الأعذار التي تبيح للمسلم في الدين الإسلامي تقديم أو تأخير الصلاة بسببه، فإن تأخيرها أو تقديمها أو حتى جمعها لا يجوز.
  • بل على العكس إذا كان نائمًا وجب عليه الاستيقاظ من أجل قضاء الصلاة في وقتها المحدد لها، سواء من خلال قيام أحد الأشخاص بإيقاظه أو ضبط منبه لذلك.

هل يجوز تأخير العشاء بسبب النوم؟

  • يؤخر كثير من المسلمين بعض الصلوات حتى وقتها الأخير ومنهم صلاة العشاء؛ لأنها الصلاة الأخيرة في اليوم، وليس بعدها صلاة أخرى.
  • إلا أن الواجب في الصلاة هو أداؤها في وقتها المحدد لها، والذي فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين، ويأتي ذلك في قوله تعالى “فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”. صدق الله العظيم .

كما جاء في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- يقول: “قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَضَرَبَ فَخِذِي: كيفَ أَنْتَ إذَا بَقِيتَ في قَوْمٍ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عن وَقْتِهَا؟ قالَ: قالَ: ما تَأْمُرُ؟ قالَ: صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ اذْهَبْ لِحَاجَتِكَ، فإنْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَأَنْتَ في المَسْجِدِ فَصَلِّ”..

  • لذا أجمع جمهور العلماء على أنه لا يجوز تأخير العشاء بسبب النوم، أو حتى الجمع بين المغرب والعشاء بسبب النوم، أو تقديم المغرب والعشاء بسبب النوم، بل يجب على المسلم قضاء الصلاة في وقتها.

هل آثم إذا نمت عن الصلاة؟

شرح العلماء موقف المسلم من نومه مع دخول وقت الصلاة إلى أمرين وهما كالتالي:

  • الأول : إذا نام عن الصلاة قبل دخول وقتها، ولم يستيقظ وأخذ بالأسباب فإنه لا يأثم في ذلك.
  • الثاني: إذا نام المسلم عن الصلاة قبل دخول وقتها وهو يعلم أنه لم يستيقظ حتى يمضي وقتها ولم يأخذ بالأسباب فإنه يأثم في ذلك.
  • والدليل هو حديث في صحيح الإمام مسلم يرويه الصحابي الجليل أبو قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، ويقول فيه :

“مَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّرِيقِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، فَكانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالشَّمْسُ في ظَهْرِهِ، قالَ: فَقُمْنَا فَزِعِينَ، ثُمَّ قالَ: ارْكَبُوا، فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حتَّى إذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ، ثُمَّ دَعَا بمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي فِيهَا شيءٌ مِن مَاءٍ، قالَ: فَتَوَضَّأَ منها وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، قالَ: وَبَقِيَ فِيهَا شيءٌ مَن مَاءٍ، ثُمَّ قالَ لأَبِي قَتَادَةَ: احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ، فَسَيَكونُ لَهَا نَبَأٌ، ثُمَّ أَذَّنَ بلَالٌ بالصَّلَاةِ.

فَصَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الغَدَاةَ، فَصَنَعَ كما كانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَومٍ، قالَ: وَرَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَرَكِبْنَا معهُ، قالَ: فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ ما كَفَّارَةُ ما صَنَعْنَا بتَفْرِيطِنَا في صَلَاتِنَا؟ ثُمَّ قالَ: أَما لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ، ثُمَّ قالَ: أَما إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى”.

يهمك أيضًا: متى يجوز الجمع والقصر في الصلاة للمسافر والمريض

حكم من نام عن صلاة متعمدًا

يُعرف أنّ ترك الصلاة عمدًا من أعظم الأمور إثمًا عند الله عزّ وجل، ولكن من نام عن الصلاة متعمّدًا، ففي هذه الحالة له حكمان:

  • الأوّل : إن نام دون تضيّق ودخول الوقت وعلم أنه لن يستيقظ إلا وقد مضى وقت الصلاة، فهو يأثم في ذلك.
  • الثاني : أما إذا نام بعد دخول الوقت، وعلم أنه لن يستيقظ حتى مضى وقت الصلاة، فإنه بذلك يكون عاصٍ؛ لأنه في هذه الحالة استخدم النوم كوسيلة ليترك الصلاة من خلالها.

تمت الإجابة بشكل مفصل عن سؤال هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا وننتظر المزيد من التساؤلات حول فتاوى العلماء من خلال التعليق أسفل المقال.