هل يجوز اخراج زكاة الفطر على الاقارب

يتساءل البعض هل يجوز اخراج زكاة الفطر على الاقارب، إذ أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، يمتلك قوت يومه سواء كان طفل أو شيخ أو رجل أو امرأة، ومن لا يقدر فمن يعوله يخرجها عنه، حتى العبد يخرجها عنه سيده، فالزكاة طهارة للنفس والمال، وبركة في الرزق، فلابد من إخراجها وهي فرض على الفقراء والأغنياء.

وتقدر زكاة الفطر بصاع من التمر أو الشعير أو أي من الحبوب الرائجة في البلد التي يصوم فيها الشخص، وقدرها أهل العلم بالأوزان الحالية بأنها تعادل 2 كيلو ونصف من الأرز، وحددتها دار الإفتاء المصرية بأنها تعادل 30 جنيه كحد أدنى لكل فرد.

حكم دفع الزكاة للأقارب

يسأل البعض هل يجوز اخراج زكاة الفطر على الاقارب، فعن النبي صلى الله عليه سلم قال:

الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة ^[1]

ومعنى ذلك أنه جائز بل ومستحب، منح زكاة الفطر وغيرها من الصدقات للأقارب، خاصة إذا كانوا مستحقين المال، ففي هذه الحالة تكون الزكاة صدقة وصلة رحم، فالأساس في الزكاة أنها تطهير للمال وبركة فيه وتطهير للنفس، وتخرج من المسلم للمسلم ليحدث التكافل الاجتماعي، ويشعر الغني بالفقير، ويسعد الفقير بالعيد ويشعر بالفرح والسرور ويكون لديه قوته الذي يكفيه ويغنيه.

ضوابط دفع الزكاة للأقارب

يمكن إعطاء الزكاة للأقارب، كالخالة والعمة والأخت والأخ، ولكنها لا تمنح للأب ولا الأم ولا الأجداد ولا الأبناء، ولا تعتبر زكاة، لأن لهم عليك حق الإنفاق، فكل منهم له الحق أن يأخذ من يكفيه من مالك ليعيش ويأكل ويشرب دون زكاة ^[2] .

على الآباء أن ينفقوا على أبنائهم إذا كان الأبناء معسرين، وعلى الأبناء الإنفاق على الآباء إن كان الآباء غير قادرين على الإنفاق على أنفسهم، فوفقًا لفتاوى أهل العلم، أن المنع في الزكاة للأصول كالآباء والأمهات والجدود، والفروع وهم الأولاد والبنات وأولادهم.

شاهد أيضًا: كم نسبة الزكاة من رأس المال

خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم

هناك خمسة فئات لا يجوز عليم الزكاة وهم:

• الكفار دون المؤلفة قلوبهم

حيث تجوز الزكاة على المؤلفة قلوبهم فقط من الكفار، وهم الرؤساء والسادات والقادة، بهدف تأليف قلوبهم وجذبهم للإسلام، لأن في حين إسلامهم سيسلم من بعدهم كل من يتبعهم، وما دون ذلك فالزكاة مخصصة فقط من المسلمين إلى المسلمين فيقول معاذ بن جبل: ^[3] :

بَعَثَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّكَ تَأْتي قَوْمًا مِن أهْلِ الكِتابِ، فادْعُهُمْ إلى شَهادَةِ أنَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فإيَّاكَ وكَرائِمَ أمْوالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّه ليسَ بيْنَها وبيْنَ اللهِ حِجابٌ. ^[4]

• بنو هاشم (أهل النبي صلى الله عليه وسلم)

لا يجوز لأهل النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، أن يأخذ أحدهم صدقة، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نهى الحسين أبن علي بن أبي طالب عن أكل تمرة من تمر الصدقة، إذ روى أبي هريرة:

أَخَذَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ رَضيَ اللهُ عنهمَا تَمْرَةً مِن تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا في فِيهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كِخْ كِخْ. لِيَطْرَحَهَا، ثُمَّ قالَ: أَمَا شَعَرْتَ أنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. ^[5]

• الأهل الواجب الإنفاق عليهم 

لا يجوز للرجل أن يخرج زكاته، إلى أهله الواجب عليه الإنفاق عليهم، فالأب والأم والجدة والجد إن لم يستطيع أحد منهم الإنفاق على نفسه وإطعام نفسه، فواجب على الأبن إطعامهم والإنفاق عليهم، كذلك الأبناء والزوجة، فما يخرج لهم إنفاق وهو واجب، ولا تجوز عليهم الصدقة أو الزكاة.

على أن الصدقة والزكاة تجوز للأخوة، والعمة والخالة والأقارب من الفقراء والمحتاجين، بل وتكون أعظم من الزكاة للغرباء لأنها صدقة وصلة رحم معًا، فأهم ما يجب أن يتحرى المسلم، أن تكون الصدقة أو الزكاة موهوبة لمستحقيها ولمن تنفعهم وتزيح عنهم الحاجة والفقر.

• لمن في رعاية الغني 

لا يجوز إعطاء الزكاة للمرأة أو الولد الذين يرعاهم زوج أو أب غني، حتى وإن كان لا ينفق عليهم حق إنفاق أو يتسم بالبخل، لأنهم في ولايته وهو من يلزم بالتكفل بهم، وبإطعامهم وكسوتهم وتوفير لهم سبل الحياة الكريمة، ففي هذه الحالة تكون الزكاة لهم غير مستحقة لأنها تزيل عنه حقهم في الرعاية والانفاق عليهم.

• المكتسبون والأغنياء

لا تجوز الزكاة ولا الصدقة للأغنياء، ويستثنى منهم العاملين عليها والغارمين والرجل الذي اشتراها بماله، والغازي في سبيل الله، حيث إن الأغنياء لديهم ما يكفيهم، والأصل في الزكاة إخراجها للفقراء.

شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيومين

هل يجوز تقسيم زكاة المال على أكثر من شخص

يسأل البعض عن جواز تقسيم الصدقة، أي منحها لأكثر من شخص من المستحقين، لوجود أكثر من شخص مستحق الصدقة أو الزكاة في محيطهم، ووفقًا للشريعة الإسلامية والقرآن الكريم لا حرج في ذلك، إذ أن الزكاة واجبة للفقراء والمساكين ومن ذكرهم الله في كتابه، إذ يقول عز وجل في سورة التوبة

 إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ^[6]

بذلك نكون وصلنا لنهاية مقال هل يجوز اخراج زكاة الفطر على الاقارب، والذي تعرفنا من خلاله على حكم إخراج الزكاة للأقارب، ومن هم الواجب إخراج الزكاة لهم ومن لا يجوز الصدقة إليهم، فالصدقة والزكاة من الأمور الواجبة على المسلم تطهيرًا لنفسه وماله.