دعاء؛ اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني

دائمًا ما يعقد الأشخاص نية صوم رمضان قبل قدومه، لكي يجزى كل منهم عن نيته خيرًا، حتى إن لم يستطع الصوم، فيؤجر على طيب نيته، فرمضان هو الشهر الفضيل الذي ينتظره كل مسلم بسعادة وترقب، لكي تمحى الذنوب وتستر العيوب وتغفر الزلات وتطفأ الشهوات، فالله تعالى يحب الصوامين القوامين، الداعين له الراغبين إليه.

دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان

كثيرًا من الأشخاص يبحث عن دعاء نية الصوم، اعتبارًا أن الصوم لا يقبل إلا بعقد النية لفظًا، وتتمثل أدعية نية الصوم في:

“اللهم إني نويت صيام رمضان، فإن توفيتني قبل قدمه فاكتبني من الصائمين”

“للهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملا لوجهك الكريم إيمانا واحتسابًا، اللهم تقبله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولا”

“اللهم إني نويت الصيام، فتقبله مني”

 شاهد أيضًا: دعاء وداع رمضان مكتوب

حكم دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فإن توفيتني

أتفق جمهور العلماء أن لا صحة للتلفظ بنية الصوم، وأن الدعاء بنية الصوم بدعة، لأنها لم ترد في القرآن ولا السنة النبوية الشريفة، وإن كانت حق لكان ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لم تترك صغيرة ولا كبيرة في أمر المؤمنين إلا وناقشتها ووضحتها، فالدين الإسلامي دين متكامل لم ينقصه شيء، ولا يوجد فيه غموض.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله :

التلفظ بنية الصوم بدعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لم ينقل عن واحد منهم أنه تكلم بلفظ النية، لا في صلاة ولا طهارة ولا صيام قالوا، لأنها تحصل مع العلم بالفعل ضرورة فالتكلم بها نوع هوس وعبث وهذيان، والنية تكون في قلب الإنسان ويعتقد أنها ليست في قلبه فيزيد تحصيلها بلسانه وتحصيل الحاصل محال فلذلك يقع كثير من الناس في أنواع من الوسواس

قال أيضًا ابن تيمية:

إن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن يقول قبل التكبير شيء، ولم يكن يتلفظ بالنية ولا في الطهارة، ولا في الصلاة، ولا في الصيام، ولا في الحج، ولا غيرها من العبادات ولا خلفاؤه ولا أمر أحدًا أن يتلفظ بالنية.

حيث يمكن أن يكون في التلفظ بالنية مظهر من مظاهر التفاخر والرياء، لذلك فإن النية في العبادات محلها القلب، فلا يجوز قول اللهم إني نويت الصلاة أو الصيام أو قيام الليل بصوت مسموع للغير، فيكفي إقرار ذلك بالقلب، فالله يعلم ما في القلوب ويرى.

كما ينصح العلماء دائمًا، بتحري الدقة في كل قول يخص الدين وفي كل عمل، حيث إن البدع كثرت، وصار الناس يفعلوا الكثير من الأشياء المنافية للدين دون الرجوع لعلماء الدين، ولا الاكتراث لفهم التعاليم الدينية السليمة.

وأجمع العلماء أن التلفظ بنية الصوم بدعة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

أما بعدُ فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ, وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ, وشرًّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ [ورد بزيادةٍ] وكلَّ ضلالةٍ في النارِ ^[1]

 شاهد أيضًا: دعاء اللهم كما بلغتنا رمضان بلغنا ليلة القدر

كيفية نية الصوم

هناك جدلًا كبير حول كيفية نية الصوم، إلا أن علماء الدين حسموا الأمر بقولهم أن النية عمل قلبي، أي ينوي الإنسان على الصيام بداخلة، دون التلفظ بأي شيء، فقط يحسن النية، ويصلح العمل، ويستقبل الشهر الكريم بقلب سليم، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

“من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له”

^[2]

دلالة على وجوب استحضار النية قبل الصوم، فلا يجوز للمسلم أن يقرر أن يصوم بعد الفجر، وما يؤكد ذلك أيضًا الحديث الشريف:

“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له”

^[2]

يقول ابن تيمية أن من خطر بقلبه أنه صائم غدًا فقد نوى، فكل هذه الدلالات تؤكد أن النية محلها القلب فقط.

بذلك نكون وصلنا لنهاية مقال دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فإن توفيتني، والذي تعرفنا من خلاله على أن الدعاء والتلفظ بنية الصوم بدعة، ولا صحة لها في الدين الإسلامي الحنيف، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نص أو صيغة للصيام، فالنية محلها القلب.