قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل

ماريهان أحمد

قراءة سورة العلق بالتشكيل لمن يرغبون في حفظها أو تلاوتها، لنيل فضلها وأجرها، حيث إن تلاوة القرآن من العبادات المستحبة عند الله تعالى، والتي حثنا عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وسوف نتعرف من خلال موضوعنا اليوم على هذه السورة وتفسيرها.

قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة

قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل

تعتبر هذه السورة من السور المكية، ويأتي عدد آياتها 19 آية، وعدد حروفها هو 280 حرف، ومن أهم ما يميزها هو أنها أول ما نزل من الوحي على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

وهو في غار حراء، حيث كانت القطرة التي سبقت المطر العميم، ومن أبرز أفضالها هو معانيها الجليلة، وما بها من موعظة، وسنعرض لكم الآن سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل من خلال السطور التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم : “ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (2) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (3) ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (4) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ (5) كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ (6) أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ (8) أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ (9) عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ (10) أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ (11) أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ (12) أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ (13) أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ (14) كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ (16) فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ (17) سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩ (19)”–صدق الله العظيم.

لا يفوتك أيضًا:  ما هي أقصر آية في القرآن الكريم

تفسير سورة العلق

في هذه السورة أمر الله –سبحانه وتعالى- النبي بالقراءة، وذلك في قوله تعالى :

ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ”

والمقصود هنا هو وجود شيء من الضروري أن يقوم النبي –صلى الله عليه وسلم- بقراءته.

أي أنه سيتعين عليه قراءة ما سينزل عليه من الوحي، وكأنه –سبحانه وتعالى- يقول: يا محمد إن القرآن الكريم سينزل عليك، فيجب أن تستعد لقراءته، على أن تستعين على ذلك باسم الله العظيم.

في قوله “بِٱسۡمِ رَبِّكَ” تحديدًا دلالة على رغبة الله –عز وجل- في تقوية عزيمته وصلته به سبحانه، حيث إنه لم يقل باسم إلهك، ولم يقل باسم الرب.

أما عن قوله -تعالى-:

“خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ”

فهي من الآيات القرآنية التي تدل على فضل الله على الإنسان، وعلى قدرة المولى –سبحانه وتعالى- حيث إنه خلق الإنسان من الدم المتجمد

وهنا العلق من المراحل التي تأتي بعد النطفة، وبعد العلق المُضغة، ونجد أنه خص الإنسان في هذه الآية الكريمة دونًا عن باقي المخلوقات لسببين، هما:

تكريمًا للإنسان دونًا عن غيره من المخلوقات الأخرى.
بيان نعمة الله تعالى عليه، حيث إنه كان عبارة عن علق

ومن ثم جعله الله تعالى إنسانًا عاقلًا يقدر على القراءة والفهم.

المقصود بـ “ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ” هو أن الله تعالى يصف نفسه بأنه الأكرم أي شديد الكرم، وذلك لأنه سوف يعينه على القراءة والإدراك، حيث إن النبي –صلى الله عليه وسلم والآية التالية ذكر الله تعالى فيها القلم، حيث إنه هو أول ما خلقه الله –تعالى-، الدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ”.

هذا لدور الأقلام الهام، حيث نجد أن الأقلام التي وضعت للملائكة يكتبون بها أمور الكون كله، أما الأقلام التي بأيدي البشر يكتبون تعد من أقوى أنواع التواصل بينهم

تتناول السورة بعد ذلك فضل الله على العباد حيث قام بتعليم الإنسان بعد أن كان جاهلًا، المقصود بالإنسان في الآية: “عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ” ما يلي:

  • النبي –صلى الله عليه وسلم-، وقد جاء في هذا المعنى قوله تعالى: “وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ”.
  • قيل إن المقصود بالإنسان هنا سيدنا آدم عليه، حيث قال الله تعالى في هذا المعنى: “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا”.
  • يقال أيضًا أن المقصود أي إنسان كان، وجاء في هذا المعنى، قول الله -تعالى-: “وَاللَّهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ”.

أما عن المقصود بقول الله -تعالى-: “كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى”، هو غفلة العباد عن النعم التي منّ الله عليهم بها، وتعتبر كلمة كلّا من أساليب: للردع والزجر؛ وهذا زجر للإنسان الذي يقوم بالطغيان بالنعمة التي منَّ الله -تعالى- بها عليهم، حيث إن الله تعالى قد رفع من شأنه بعد أن كان علقة، وجعل له رُتبة في العلم.

أما في قوله تعالى:

“أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ”

أي أنه قد رأى أي علم ما بها، ولكنه بعد فعل هذا استغنى، وطغى على الرغم من نعم الله عليه المتوفرة حوله، واستكبر.

تروي هذه السورة أيضًا قصة أبي جهل، وموقفه من دعوة الرسول وعاقبتهن حيث كان نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلّم- يُصلي ويتعبد لله تعالى عند الكعبة، فقام أبو جهل بمحاولة منعه عن ذلك، حيث جاء هذا في الحديث النبوي الشريف، وذلك لما ورد عن أبي هريرة، قال:

“قال أبو جهل: (هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولًا وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا”.

حيث أنزل المولى -سبحانه وتعالى- هذه الآيات من سورة العلق، في قوله -تعالى: “َرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى”، أي أن الأسلوب هنا تعجب من أبي جهل أنه كيف يتجرأ على منع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة، وقوله -تعالى-:

“أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى* أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَى”

وتَعجُب هنا أيضًا، حيث جاء المنهيّ عن أداء الصلاة على الهدى، وفي الوقت نفسه يأمر بالتقوى، حيث إن أبي جهل كاذبًا يقوم بالعدول عن الحق، حيث إنه لا يعلم بأنّ الله تعالى يرى ما يفعله.

بالنسبة لقوله -تعالى-:

“كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ”، بها تحذير لهذا الكافر إنه في حال لم يترك الضلال الذي يتبعه، سوف يتم جره من ناصيته الكاذبة الخاطئة إلى داخل النار.

في قوله -تعالى-: “فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ “، المقصود هنا أنه كان يُهدد النبي باستدعاء أشخاص من أهله ومعشره، وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف، قال كان أبو جهل قد قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-: “لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديًا مني لأملأنَّ عليك هذا الوادي إن شئت خيلًا جُرْدًا ورجالًا مُرْدًا”، والمقصود بالزبانية هنا الملائكة الشداد.

قد قال الله -تعالى-:

“كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب”

هنا يوجه الله تعالى حديثه للنبي، حيث يقول له ألا يطيع أبا جهل في نهيه له عن الصلاة، وأن يصلي، ويسجد لله تعالى، ويقترب منه كما يشاء.

لا يفوتك أيضًا:  وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

فضل قراءة سورة العلق

قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل

بعد أن عرضنا لكم قراءة سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل وجب معرفة فضل قراءتها العظيم على المسلم، إليكم هذا الفضل فيما يلي:

  • تعد سورة العلق من الأول السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، إذًا فهي تعتبر أول رسالة من الله تعالى، وتعتبر هامة جدًا، وهادفة للغاية، وذلك لأن من خلالها سنقوم بتعلم باقي الرسالات السماوية الأخرى، وهي العلم، وضرورة التعلم، حيث أمرنا النبي بالقراءة.
  • تحث الإنسان على التعلم، لأنه من خلال العلم يُمكن للإنسان فهم الرسائل الإسلامية، وجميع القواعد والأهداف الخاصة بالرسالة، إذًا نفهم من ذلك أن التعليم هو الذي يجعلنا نستوعب كل الأمور من حولنا.
  • اسم السورة “العلق”وهو يعتبر اسم مناسب لبداية الدعوة الإسلامية.
  • تحثنا على ضرورة الاستعانة بالله تعالى عند طلب العلم، وذلك ليتم تحصيل العلم الصحيح، وأن يعينه على الابتعاد عن طرق الضلال.

لا يفوتك أيضًا:  ما صحة قراءة سورة يس لقضاء الحوائج

الدروس المستفادة من سورة العلق

بعد الاطلاع على سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل وجب التعرف على أهم الدروس المستفادة من هذه السورة التي تعود على كل ما يقرأها ويتمعن في المقصود بآياتها، إليكم هذه الدروس فيما يلي:

  • وجوب التمسك برسالة الدين الإسلامي، حتى وإن كان هناك بعض الصعوبات والعراقيل التي تواجه الإنسان خلال ذلك، وهذا اقتداءً بنبينا الكريم، الذي تمسك برسالته على الرغم من مواجهته للكثير من المصاعب، والتعذيب الذي واجهه من قبل أبي جهل وقومه.
  • التأكيد على أن الله تعالى قام بخلق الإنسان ليطيعه ويتعبد له، وبناءً على ذلك يحذرنا من أن نعصيه، أو نتكبر على عبادته –سبحانه وتعالى- كما يحب ويرضى، ويتكبر عن عبادته، وإن فعل ذلك، فأنه بالتأكيد سيواجه مصير سيء للغاية، وهو دخول النار وبئس المصير.
  • تحثنا على ضرورة الإيمان بالله تعالى، وأن يتمسك المسلم بعقيدته وبما ينص عليه الدين الإسلامي، وأن يصبر على شدائد الحياة والصعاب التي تواجهه في حياته، وذلك لأن الصبر يعتبر من أعلى مراتب الإيمان، وقد جعل الله تعالى جزاء الصابرين عظيم.
  • كما روى أن قصة أبي جهل الذي كان يحاول إيذاء نبينا الكريم وهو يتعبد لله تعالى، وتراجعه عن هذا وهو يرتجف من شدة الخوف والرعب الذي أصابه، حيث قال لقومه أنه عند محاولته لإيذاء النبي، رأى أمامه خندق كبير من النيران بينه وبين النبي الكريم، وهذا المشهد مرعب جدًا، ويشير إلى قدرة الله تعالى.
  • توضح هذه الصورة قدرة الله تعالى على حماية عباده الصالحين من أي شر أو عدوان يواجههم في أي مكان وفي أي وقت، وذلك لأنه هو القادر على كل شيء سبحانه، وأنه يُظهر لنا قوته وقدرته في لحظات ضعفنا عندما نستعين به.

قراءة سورة العلق مكتوبة يتيح للعبد التمعن في آياتها وفهمها، حيث تحمل هذه السورة الكثير من المعاني والحكم.