هل يوجد صلاة تراويح في العشر الأواخر

أ / عمرو عيسى

هل يوجد صلاة تراويح في العشر الأواخر؟ وما هي صلاة التهجد ؟ فإن الاختلاف في مسميات الصلوات بالثلث الأخير من الشهر المبارك من شأنه جعل بعض من الناس تقيم أحدها وتنسى الأخرى أو تظن بعدم وجودها، لذا فيما يلي نوضح ماهية صلاة التراويح وموعدها بالضبط وإن كان لها أداء في العشر الأواخر أم لا.

صلاة التراويح في رمضان

هل يوجد صلاة تراويح في العشر الأواخر

من المستحب في ليالي الشهر الكريم أن يتضرع المؤمن لله تعالى ويطلب منه ما يريد، وأن يتحرّى الأيام المباركة العشر الأواخر للصلاة والقيام وأداء العبادات التي تزيد من تقربه إلى الله تعالى ورفعة منزلته.

تعد صلاة التراويح من الركعات التي نؤديها لله تعالى في شهر رمضان الكريم اقتداءً بالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وهي ما تكون عبارة عن إحدى عشر ركعة ومن الممكن أن يستزيد المؤمن أو يكتفي بذلك القدر مع ركعتي الشفع وركعة الوتر كختمة للصلاة.

لا يوجد خلاف ما بين الفقهاء بخصوص موعد أداء صلاة التراويح، حيث إنها تكون بدايةً من ليلة أول شهر رمضان الكريم إلى يوم وقفة عيد الفطر المبارك، وعلى هذا فإن الإجابة عن سؤال هل تصلى التراويح في العشر الأواخر من رمضان هي نعم.

لا يفوتك أيضًا: دعاء صلاة التراويح

صلاة تراويح أم قيام الليل بالعشر الأواخر

هل يوجد صلاة تراويح في العشر الأواخر

من ضمن التفرقة العامية ما بين الناس هي تسمية ما يتم أداؤه من ركعات وصلوات في ليل رمضان أنه تراويح وقيام ليل، وذلك ما يكون مختلف لديهم حسب وقته فما يتم أداؤه بعد العشاء تراويح بينما ما يكون في جوف الليل يعدّونه من القيام.

لكن فقهاء دار الإفتاء قد أوضحوا أن صلاة التراويح هي نفسها صلاة قيام الليل في شهر رمضان المبارك، ولكن قد اختلفت تسميتها لأن الصالحين والصحابة كانوا يؤدونها ويستريحون بين كل أربع ركعات، وذلك ما جعلها تسمى تراويح.

أي أن صلاة التراويح تستمر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من بداية ليلته إلى آخر ليلة، وما يظن عن اختلافها في تلك الأيام هو شيء خاطئ، أما عن الزيادة في عدد الركعات التي تؤدى في العشر الأواخر من الشهر لهو اجتهاد من المؤمن طلبًا لمغفرة ونفحات تلك الأيام الجليلة.

تقسيم قيام الليل في رمضان

مما أوضحه الفقهاء لتوضيح أن صلاة التراويح تظل تؤدى بالعشر الأواخر من رمضان أنهم قالوا إن السلف الصالح قد اتبع نهج من أجل زيادة الاجتهاد والحصول على الأجر الكريم لتلك الليالي الكريمة.

فأوضحوا أن من كان يصلي التراويح 23 ركعة بأول الشهر لا يقوم بزيادة عدد الركعات في الثلث الأخير منه، ولكنه يقوم بتقسيم تلك الركعات على مدار الليل، حيث تتم صلاة 13 ركعة في التراويح، بينما يتم أداء 10 ركعات في الليل وتختم الصلاة بثلاث ركعات من الوتر.

ذلك ما يكون أفضل ويجب اتباعه من قبل العبد المؤمن الطالب لالتماس فضل الله في تلك الليالي الكريمة، ففيها تكون ليلة القدر والتي تكون العبادة فيها بمثابة أداء 83 عام من التعبد لله تعالى، كما أنها تعطي الأجر العظيم لمن يقومها إيمانًا كالمغفرة للذنوب.

لا يفوتك أيضًا:  دعاء صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان

صلاة التهجد

من ضمن المسميات للصلوات في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم التي قد يظن فئة من الناس أنها بديلة عن صلاة التراويح هي التهجد، والتي كان يؤديها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ، وتكون عدد ركعات تلك الصلاة 11 ركعة أو أقل ولكن الأفضل هو إحدى عشرة.

يسلم المسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة، وربما يمكن الوتر بثلاث أو سبع ركعات، ومن الواجب العلم أن صلاة التهجد هي نفسها صلاة قيام الليل، ولكن سميت بالتهجد نظرًا لقول الله تعالى في كتابه الكريم:

( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) [سورة الإسراء: الآية 79].

كما أن أداءها يتم اقتداءً بما ذكر عن النبي كذلك في سنته الكريم فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى فإذا خشِيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى رَكعةً واحدةً توترُ لَهُ ما قد صلَّى” [صحيح الألباني].

لكن من الجدير بالذكر أن صلاة التهجد حتى في شهر رمضان الكريم تسمى قيامًا، مثلها مثل صلاة التراويح جميعها تكون عبارة عن قيام لتلك الأيام الكريمة، ولكن التقسيم لقيام الليل في العشر الأواخر هو ما أعطاها ذلك الاسم.

صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم هي نفسها قيام الليل، ولكن اختلف مسماها نظرًا لأن المسلمين يستريحوا أثناء تأديتها كل ركعتين، وتظل تلك الصلاة تؤدى في الشهر حتى في العشر الأواخر مع التهجد والقيام.