أين تقع السفارة السعودية في أوكرانيا

أين تقع السفارة السعودية في أوكرانيا؟ وهل هي عُرضة للخطر جراء الأحداث الأخيرة بين روسيا الاتحادية ودولة أوكرانيا المُستقلة؟ هذه الأسئلة تُعد عينة بسيطة من بين عشرات الاستفسارات التي قام بطرحها أبناء الشعب السعودي بعدما تم الإعلان عن تحريك روسيا لقواتها إلى المناطق الحدودية الأوكرانية والتخوفات الدولية من اندلاع الحرب.

عنوان سفارة المملكة في دولة أوكرانيا

على مدار عقود طوال أتمت المملكة العربية السعودية العديد من الاتفاقيات بينها وبين دولة أوكرانيا، وعلى إثرها توصل الطرفان إلى إقامة علاقة دبلوماسية سياسية تجمعهما، والجدير بالذكر أن المملكة أقرت بكون دولة أوكرانيا هي من وضعت حجر الأساس لبداية العلاقات بين الدولتين.

لذا لا يُعد تواجد سفارة المملكة بقيادة السفير محمد بن سليمان المسهر الجبرين في العاصمة الأوكرانية كييف من باب التواجد الدبلوماسي للجالية السعودية فحسب، بل هو حضور يعكس علاقة أشبه بشراكة على كافة الأصعدة، ونتيجةً لذلك هُناك عدد كبير من المواطنين السعوديين يعيشون في أوكرانيا، وهو السبب الأول للبحث عن موقع السفارة السعودية هُناك خلال الأزمة الحالية.

في صباح اليوم الثاني عشر من شهر فبراير 2023 أصدرت سفارة المملكة في أوكرانيا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بيانًا جاء في نصه: ”تهيب سفارة المملكة لدى أوكرانيا بجميع المواطنين بتأجيل سفرهم إلى أوكرانيا في الوقت الراهن، وعلى جميع المواطنين المتواجدين في أوكرانيا سرعة التواصل مع السفارة”

في سبيل الوصول إلى السفارة والتواصل معها ستجدون في الجدول أدناه ضالتكم من أرقام وعناوين.

لا يفوتك أيضًا:  شروط طلب زيارة عائلية من وزارة الخارجية السعودية

المملكة وأوكرانيا.. علاقات دبلوماسية بدأت على ورق

للمملكة العربية السعودية مكانة خاصة لدى أوكرانيا، فهي من أوائل الدول والحكومات التي اعترفت في عام 1992م  بكون أوكرانيا دولة مُستقلة عن روسيا والاتحاد السوفييتي، وتبع هذا الاعتراف كُل ما يلي:

• بروتوكول يضمن قيام علاقات دبلوماسية بين دولة أوكرانيا والمملكة في تاريخ 14/4/1993م وتم على إثره افتتاح السفارة السعودية في أوكرانيا والعكس في الرياض، بالإضافة إلى قُنصُلية شرفية في جدة.
• الوصول إلى بروتوكول مُشترك بين وزارة الحج في المملكة مع لجنة الدولة للهجرة في أوكرانيا، وذلك في تاريخ 29/12/1996م
• إجراء اتفاقية تعاون نُتبادل ومُشترك على كافة الأصعدة الاقتصادية، العلمية، الفنية بالإضافة إلى الاستثمارية بين الدولة الأوكرانية والمملكة العربية السعودية، وانعقد ذلك الاتفاق في تاريخ 29/12/1996م
• الاتفاق على التشجيع والحماية للاستثمارات السعودية الأوكرانية بشكل مُتبادل، وذلك في تاريخ 18/2/2009م
• إعداد مُذكرة تفاهم حول المُشاورات السياسية الثُنائية بين وزارتي الخارجية في أرض العروبة وبين أوكرانيا، وتمت في عام 30/10/2009م
• انعقاد اتفاق يضمن تعاون البلدين بشكل سلمي في استخدام الفضاء الخارجي للاستكشاف، وذلك في يوم 09/10/2011م
• التوقيع على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي المُتعلق بضرائب الدخل والعقارات، في سبيل منع التهرب المالي وتجنب دفع المواطن للضريبة مرتين في كلتا البلدين، وتمت الاتفاقية في تاريخ 01/12/2012م
• التعاون الاستثماري الزراعي بين مجلس وزراء أوكرانيا وحكومة المملكة في 1/11/2017م
• مذكرة تفيد تبادل المعلومات بينو وكالة Ukrinform الأوكرانية ووكالة الأنباء من الجانب السعودي في 1/11/2017م
• تفاهم حُكومي للتعاون الرياضي بين الدولتين في 23/11/2018م
• اتفاق بشأن التعاون في المجال الدفاعي تم في 20/8/2020م
• انعقاد اتفاقية للخدمات الجوية بين مجلس وزراء أوكرانيا وحكومة المملكة في 18/1/2023م

لا يفوتك أيضًا:  معلومات عن فيزا شنغن من السعودية للمقيمين

 الأزمة الروسية الأوكرانية

تجري في الوقت الحالي بعض المناوشات على الحدود الأوكرانية الروسية، وهي من المُناوشات التي لا يُمكن وصفها بالجديدة، هذه الأزمة بين الدولتين لم تبدأ في أواخر شهر أكتوبر تشرين الأول للعام الفائت 2023 كما يُشاع، فالحرب بين روسيا وأوكرانيا اندلعت مُنذ 2014 حين أعلنت أكبر دول العالم عن ضم جزيرة القرم لها.

أما عن الأزمة الحالية فالمُتسبب الأول بها هي روسيا، فخلال شهري مارس وأبريل من العام المُنقضي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جنوده بالتمركز على حدود الدولة الأوكرانية، وكان العدد الهائل من الجنود الذي يُقال إنه تخطى حاجز 100 ألف جُندي لا يُشير بكل تأكيد إلى كون نوايا روسيا الاتحادية طيبة.

أشارت مصادر الأخبار العالمية إلى كون هذه التعبئة هي الأعلى والأكبر للقوات مُنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وعلى الرغم من المخاوف الدولية التي أثارها هذا الحشد لاحتمالية غزو أوكرانيا إلا أن بوتين أصدر قرارًا يُفيد سحب القوات بشكل تدريجي من الحدود بحلول شهر يونيو.

لا يفوتك أيضًا:  شرح تمديد تأشيرة خروج وعودة قبل انتهائها

تجدد جِراح الأزمة

لم يلبث أن خرج المُجتمع الدولي من حالة السكينة المؤقتة التي عاشها، ففي أواخر العام الماضي تم إعادة تعبئة العساكر، وحشد ما يزيد عن 100 ألف جُندي روسي على الحدود، وادّعت روسيا أن سبب حشد هذا الجيش يعود إلى خوفها على أمنها الوطني.

فالدولة الأوكرانية أعلنت بشكل واضح وصريح عن رغبتها في الانضمام إلى مُنظمة حلف شمال الأطلسي والمعروفة باسم حلف الناتو، وهو ما اعتبره الجانب الروسي خرقًا واضحًا لاتفاقية “الضمانات الأمنية”التي وقعها البلدين، والتي جاء فيها بند يمنع أوكرانيا من هذه الخطوة، بالإضافة إلى بند آخر يقتضي خفض أعداد قوات الناتو ومُعداتهم العسكرية في أوروبا الشرقية.

رأت الولايات المُتحدة الأمريكية أن روسيا تتعنت فحسب، وقامت بتحذيرها من العقوبات الاقتصادية في حال ما غزت أوكرانيا، ولتوضيح حُسن النية من الجانب الروسي تم عقد مُحادثات دُبلوماسية بينها وبين أمريكا، لكن شهر يناير كانون الثاني المُنصرم شهد على فشلها، وهو ما أجج لهيب الأزمة وأشعل فتيلها.

مُنذ عِدة أيام شنت القوات المُسلحة الروسية قصفًا عنيفًا بالآلات الثقيلة على أوكرانيا، كما هددت بإمداد لوغانسك ودونتيسك بالجُند والعتاد إذا ما لزم الأمر، فهاتين المدينتين من المُدن التابعة لأوكرانيا، ولكن ولاء شعبها لروسيا، فحكومتها أعلنت أنها تعتبر كُل منهما دولة مُنفصلة لا تتبع أوكرانيا ولا روسيا.

زاد هذا الأمر من حِدة المخاوف وارتفاع وتيرتها، مما دفع الدول إلى إجلاء الجاليات الخاصة بها من أوكرانيا، وعلى رأسها روسيا بكُل تأكيد، كما أن المملكة حثت على ذلك، وشيوع بحث المواطنين عن مكان السفارة السعودية في أوكرانيا خير دليل.

وصلت العلاقات بين المملكة ونظيرتها الأوكرانية إلى أعماق كبيرة، فعلى الجانب الاقتصادي والتجاري تخطي حجم التبادل التجاري بينهما حاجز الاثنين مليار ونصف ريال سعودي.