مؤسس الدولة السعودية الأولى هو الإمام محمد بن سعود

أ / عمرو عيسى

 مؤسس الدولة السعودية الأولى هو الإمام محمد بن سعود ، والحاكم الثاني من آل سعود بعد والده سعود الأول ، كما أنه أصبح الأمير الخامس عشر لإمارة الدرعية التي كانت عاصمة الدولة الأولى بعد قيامها وتأسيسها، ويُنسب له فضل كبير فيما آلت إليه المملكة في يومنا هذا، فما هي قصة حياته؟

مؤسس الدولة السعودية الأولي

 مؤسس الدولة السعودية الأولى هو الإمام محمد بن سعود

في يوم 20 من شهر مارس آذار لعام 1697م ولِدَ إمام المُسلمين محمد بن سعود آل مقرن في مدينة الدرعية، ويُشتهر في التاريخ العربي والإسلامي بكونه مؤسس الدولة السعودية الأولى.

كما أنه كان مُساند الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي في دعوته ورسالته الدينية، فكان عبد الوهاب يُمهد لرسالته بقوله إنه ” داعية إلى دين الله، ومقاومًا للبدع والأضاليل، ومناديًا إلى إخلاص العبادة لله وحده، ونبذ كل ما أدخل على دين الله مما ليس فيه ”وهو ما وافقه ابن سعود فيه الرأي.

أما فيما يخص نسبه فهو محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي والمردة من بني حنيفة، وهو واحد من أربعة أبناء لسعود بن محمد وهُم:

  • ثنيان بن سعود.
  • مشاري بن سعود.
  • فرحان بن سعود.
  • محمد بن سعود مؤسس الدولة الأولى.

زوجة الأمير محمد هي موضي بنت أبي وهطان، ولهم من الأبناء:

  • سعود بن محمد.
  • فيصل بن محمد.
  • عبد الله بن محمد.
  • عبد العزيز بن محمد.

أما أحفاد محمد بن سعود وذريته فهم ثلاثة عشر حفيدًا وأسماؤهم:

ناصر، حسين، حسن، عبد الرحمن أبناء سعود بن محمد
هذلول ابن فيصل بن محمد
سعود، محمد، زيد، إبراهيم، تُركي أبناء عبد الله بن محمد
سعود الكبير، عبد الله، عُمر أبناء عبد العزيز

لا يفوتك أيضًا:  أول جامعة أنشئت في المملكة العربية السعودية

أعمال إمام المُسلمين بن سعود

لا يقتصر دور محمد بن سعود على تأسيسه للدولة وإقامته لأركانها الراسخة حتى يومنا هذا في المملكة، بل قام بعدها بالكثير من الأعمال التي حُفِظَت وحُفِرَت في تاريخه الطويل، فقد ترأس الجيش وقيادته في عام 1159هـ.

لكن هذه القيادة لم تلبث حتى تم إسنادها إلى ابنه عبد العزيز بن محمد بن سعود بعد عامين فقط، وتحديدًا في 1162هـ / 1749م بعدما انشغل بإدارة شئون الدولة السعودية وتوسيع رقعتها.

كما تم في عهده وتحديدًا في عام 1758م / 1172هـ بناء سور لمدينة الدرعية ، كان سبب بناء هذا السور الدفاع عن الدرعية بعد الحملة التي قام بها أمير بني خالد عريعر بن دجين على المدينة في عامها السابق، فهذه المدينة مثلت عاصمة الدولة السعودية الأولى، لذا كان من المُهم حمايتها والدفاع عنها في وجه كُل عُدوانٍ غاشم.

من أكثر الأعمال تخليدًا لاسمه إصداره لسياسة مالية جاء فيها أنه إذا وقع دين على الدولة اُعلن إلى العامة بحاجة بيت مال الدولة بشكل صريح، فيُسارع من لديه القُدرة والرغبة على إمداد بيت المال بالنقود عن طيب خاطر.

كما أنه وضع قواعد للخراج وغيرها من القوانين التي يسير عليها ما أصبح فيما بعد أشبه بالبنوك، وبسبب بيت المال هذا والاستراتيجيات الاقتصادية والمالية تبوأت الدرعية منصبًا ممشوقًا في نجد، وهذا لا يعكس إلا فطنة ابن سعود وكونه يمتلك من الدهاء والذكاء الكثير.

لا يفوتك أيضًا:  افضل ما قاله الشعراء عن المملكة العربية السعودية مع أسمائهم

تأسيس الدولة الأولى…بين لم الشتات ورفعة الدين

 مؤسس الدولة السعودية الأولى هو الإمام محمد بن سعود

كانت شبه الجزيرة العربية تعيش حالة من التفكك، الصراعات وانعدام الأمن في أواخر القرن الثاني عشر للهجرة، وذلك أضر بها على كافة الأصعدة، فالفوضى وعدم الاستقرار كانت السمة السائدة آنذاك، كما شاعت الخُرافات وانتشرت البدع.

في هذه الفترة كان من الضروري تحالف أصحاب العقول الراجحة لإعادة شبه الجزيرة إلى مكانتها الطبيعية وتخليصها من حالة الشتات والضياع التي تعيشها، وكان التاريخ القديم للمملكة يُعرف برجاله من ذوي الحكمة، ومن أبرز الإثباتات على ذلك اتحاد الأمير محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب .

كان هدف هذا الاتحاد وحدة الصفوف ودعوة المُسلمين للتخلص من البدع والخرافات، فمنهم من أشرك بالله تبارك وتعالى، لذا كان العنوان الرئيسي لهذا التحالف توحيد الله والاعتماد على كتاب الله العزيز وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى ما كان عليه السلف الصالح.

الجدير بالذكر أن دعوة التوحيد للإمام محمد عبد الوهاب بدأت في بلدة حريملاء، وهي دعوة قبل بها عدد كبير من أبناء الأُمة، وامتدت إلى خارج البلدة لتقلى إقبالًا وقبولًا واسع الصدى، فأصبح يأتيه طلبة العلم منه خارج حريملاء لحضور دروسه والجلوس في مجالسه.

هذا الإقبال لم يُعجب بعض العُلماء، وبتعاون الإمام عبد الوهاب مع الأمير عُثمان بن حمد بن معمر على نشر الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر في سبيل رفع البدع ومسح الخُرفات، مما جعل الشيخ يضطر لترك حريملاء والعيينة بأكملها بسبب تخويف العُلماء للملوك، وهو ما جعلهم ينقلبون على ابن عبد الوهاب.

عبد الوهاب في الدرعية…مرحلة فارقة في التاريخ

خروج شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب من العينية لم يجعله يتوقف عن دعوته وحربه الضروس ضد البدع، فاستمرت مُحاولته لإعادة الدين الصحيح ونشره في كافة أرجاء جزيرة العرب، وبعد بضعة أيام وصل إلى الدرعية فقصد بيت ابن سويلم العريني.

لكنه لما دخل داره خاف من الأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن، فلم يأمن مكر العُلماء ومدى تحريضهم على قتله والتخلص من دعوته وإبادتها، وفي سبيل نشر دعوته أطلع عُلماء الدرعية على رسالته، فأرادوا أن يُشيروا على ابن سعود لنصرته ونشر دعوته.

فما كان منهم إلا أن بلغوا زوجته الأميرة موضى بنت سلطان أبو وهطان، بالإضافة إلى أخيه ثنيان بن سعود، ولاقت هذه الدعوة استحسانُهُم، لذا عرضوها على محمد بن سعود، وعلى عكس المُتوقع لاقت هذه الفكرة استحسانه.

فطلب ابن سعود آنذاك مُلاقاة الشيخ بعدما قالا له أخويه ثنيان ومشاري ” سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه ”فعرف عنوانه وذهب لزيارته.

بمجرد لقاء محمد بن عبد الوهاب بمحمد بن سعود الأول أصبحت هذه الدعوة أقوى من أي وقت سابق، فحملا الشيخان على عاتقهما نشر هذه الرسالة، والدفاع عن الدعوة في سبيل مُحاربة البدع، ودخلا في نقاشهم الشهير الذي قال فيه محمد بن سعود:

أ بشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة ”ورد عليه الشيخ ابن عبد الوهاب قائلًا: “ وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد

لا يفوتك أيضًا:  ما هو أقدم 10 دول في العالم

بنود التحالُف

 مؤسس الدولة السعودية الأولى هو الإمام محمد بن سعود

بانتهاء اللقاء التاريخي وضع محمد بن سعود عِدة شروط للتحالُف، منها ما هو ديني ومنها ما هو دنيوي، واشتملت هذه الشروط على ما يلي:

  • ألا يرجع محمد عبد الوهاب عن ابن سعود في حال ما نصرهم الله ومكنهم.
  • ألا يمنع عبد الوهاب الأمير محمد من الخراج الذي فرضه على أهل الدرعية وقت الحصاد.

رد الشيخ على هذه الشروط بقوله: ” أما الأول الدم بالدم والهدم بالهدم. وأما الثاني فلعل الله يفتح عليك الفتوحات وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج ”وهذه الشُروط عُرفت فيما بعد باسم مُبايعة الدرعية.

بعد هذا التحالف تولى الإمام محمد بن سعود منصب أمير الدرعية في عام 1727 بعدما قُتِل أميرها زيد بن مرخان بن وطبان، وعمل بعدها الابن الأكبر لسعود الأول على تأسيس إمارة أصبحت فيما بعد الانطلاقة الرئيسية للدولة السعودية الأولى.